يتفق الجميع على أن الرياضة الجزائرية أنجبت و لا تزال، أبطالا اثبتوا وجودهم على الساحة العالمية، والمصارع عمار بن يخلف واحد من هؤلاء، حيث استطاع ان يتألق في اولمبياد بكين بانتزاعه لفضية صنعت أفراح الملايين، وكان بالإمكان ان يكون المعدن من نوع أفضل لولا التحكيم الذي انحاز للجورجي ايراكلي تسيراكيغ في نهائي سيره ابن حي الجبل الشعبي. و قبل ذلك اجتاز عمار عقبة المغربي لعصري محمد بحركة اليوكو، ثم الاسباني دافيد بطل أوربا، إضافة الى السويسري بطل العالم. و كان الشعب الجزائري اول من أهداه بطلنا هذه الميدالية الثمينة، دون أن ينسى والديه اللذين قال عنهما أنهما مفتاح النجاح، ثم أبناء "حومته" الذين مدحوا أخلاقه وحبه لرياضة الجيدو. ابن "بوبصيلة" (بوروبة)، تعلم فنيات الجيدو بمدرسة الحراش على يد أساتذة كبار مختصين في اللعبة، ودخل البساط وهو لم يتجاوز ال 5 سنوات، كان حلمه منذ الصبا أن يكون بطلا إفريقيا، لكنه لم يتكلم أبدا عن تتويج اولمبي، حيث قال ل"المساء" :" لم أتوقع في يوم من الأيام أن أفوز بميدالية اولمبية وأصبح نائب بطل اولمبي، والفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى الى والدي اللذين قدما لي يد العون، ثم مولودية الجزائر التي وفرت لي كل شروط العمل الجاد وأخيرا الفريق الوطني، حيث وجدت الرعاية اللازمة وأرى أنها مجموعة من عوامل ساعدت وساهمت في نجاحي الذي اعتبره نجاحا ليس لابن يخلف فقط، بل للجيدو الجزائري و الإفريقي". ويصنف الجزائريون عمار بن يخلف كأقوى المصارعين الجزائريين في وزنه، فقد ظهرت سيطرته وهو لا يزال ناشئا وأبدى إصرارا كبيرا في التألق، وساعدته على ذلك بنيته القوية ليصبح في فترة وجيزة الأقوى على الإطلاق. وأعاد عمار بن يخلف الانتصار الاولمبي أيضا، الى العمل الكبير الذي قام به برفقة الطاقم الفني الذي اعتبره الأسرة الكبيرة، وباقي المصارعين الإخوة الذين قدموا له كل الدعم. وتابع يقول: "كنت اعلم أن هناك كثيرا من الجزائريين يعلقون آمالا علي للدخول بقوة وسلمت أمري لله فجاء التتويج ". مضيفا: "اعتقد أني كنت استحق الميدالية الذهبية، لكن أعدكم بأنني سأقدم الأفضل لاحقا، وفوزي بالفضة لم يكن مفاجأة، بل هناك أمور أخرى كانت توحي بذلك وكل من شاهد المنازلات يتأكد أن ذلك ليس مفاجأة وإنما هو تتويج للمجهودات والعمل الجبار". ولم يتوقف حصاد سفير الجيدو الجزائري عند هذا الحد، بل أضاف الى رصيده ميدالية برونزية أخرى في دورة اليابان الدولية التقليدية، والتي تعد بمثابة اولمبياد مصغرة شارك فيها 42 بلدا ممثلة بأسماء عالمية كبيرة... و ينوي عمار ان يكرر نفس السيناريو السنة القادمة وبالتحديد في البطولة الإفريقية بجزر موريس ثم البطولة العالمية التي ستجري في شهر سبتمبر المقبل، والعاب البحر الأبيض المتوسط المقررة بإيطاليا في شهر جوان القادم. مستقبل عمار بن يخلف لن يتوقف عند الرياضة فحسب، بل ينوي بطلنا مواصلة دراسته، فبعد حصوله على شهادة الليسانس في الرياضة بمعهد دالي إبراهيم، هدفه الآن شهادة الماجستير، لأنه يعتبر الشهادة الجامعية أكثر من ضرورة لأي رياضي طموح، كون ممارسة الرياضة وفق مناهج علمية تسمح للرياضيين بتحقيق نتائج أفضل.