انزلق الوضع فجأة في بحر أزوف بين فيدرالية روسياوأوكرانيا، على خلفية احتجاز البحرية الروسية ثلاث سفن حربية أوكرانية وإصابة ستة من ركابها في مضيق كيرتش المؤدي إلى هذا البحر الذي تتقاسم الدولتان مياهه الإقليمية. وفتحت الحادثة الباب واسعا أمام تصعيد حاد في اللهجة بين موسكو وكييف، وجعلت مجلس الأمن والدفاع الأوكراني في ختام اجتماعه الطارئ الذي عقد في ساعة متأخرة من ليلة الأحد إلى الإثنين، يعلن حالة الأحكام العرفية في البلاد لمدة ستين يوما استعدادا لأي طارئ عسكري. كما عقد مجلس الأمن الدولي، اجتماعا طارئا لبحث الموقف بطلب من روسياوأوكرانيا على السواء، في نفس الوقت الذي عقد فيه الحلف الأطلسي اجتماعا طارئا بطلب من السلطات الأوكرانية لاتخاذ إجراءات عملية لمواجهة أية تطورات قادمة. وتقاطعت مواقف مختلف العواصم الغربية منددة بما أسمته بالتصرف الروسي غير محسوب العواقب تجاه دولة عضو في حلف (الناتو)، وطالب السلطات الروسية بإخلاء سبيل السفن المحتجزة وعدم عرقلة حركة الملاحة البحرية في بحر أزوف الاستراتيجي. ولم تنتظر السلطات الروسية طويلا للرد على اتهامات الدول الغربية تجاهها، وأكدت أنها تصرفت في حدود ما يمليه القانون الدولي والقانون الوطني الروسي. وقال ديمتري بسيكوف، الناطق باسم قصر الكريملين، إن الطرف الروسي تصرف بتلك الطريقة بعد أن خرقت السفن الحربية الأوكرانية المياه الإقليمية الروسية، ورفضت الإذعان للعيارات التحذيرية التي أطلقها حرس الحدود الروس. وأكدت السلطات الروسية أنها حجزت ثلاث سفن حربية أوكرانية في مضيق كيرتش في بحر أزوف باستعمال السلاح الحربي لإرغامها على التوقف بعد أن انتهكت السيادة الروسية، وقامت بأعمال غير مشروعة في مياهها الإقليمية. واتهمت البحرية الأوكرانية من جهتها السلطات الروسية بتعمد إطلاق النار على ركاب السفن الثلاثة مما أدى إلى إصابة ستة عسكريين قبل لجوئها إلى حجز السفن وركابها بعد أن استعملت السلاح الحربي ضدها. وأدان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو، في أول رد فعل له على الحادثة ما وصفه بالعمل العدائي لروسيا، وتعمدها افتعال انزلاق عسكري مع سبق الإصرار في منطقة إستراتيجية واقعة بين شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا سنة 2014، وشرق أوكرانيا التي سبق وأن عرفت حربا مدمرة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الناطقين بالروسية. واستنكرت الناطقة باسم الرئاسة الروسية ماريا زخاروفا، ما من جانبها ما وصفتها بأساليب قطّاع الطرق الأوكرانيين التي دفعت إلى حجز السفن الثلاثة، متهمة كييف بتعمد هذا التصعيد باستفزازات متلاحقة قبل اتهامها روسيا بالتسبب في هذه الحادثة الأخطر من نوعها بين البلدين منذ سنوات. وقال مسؤول مصالح حماية الحدود التابع للمخابرات الروسية، إنه يحوز على معلومات مؤكدة بأن كييف حضّرت لهذه الاستفزازات باستعمالها لبحريتها العسكرية، وهو ما نفته السلطات الأوكرانية التي أكدت من جهتها أنها سبق وأن أخطرت السلطات الروسية بخط سير سفنها، بدليل أن السفن المحجوزة بقيت عند مضيق كريتش لعدة ساعات بسبب رسو حاملة نفط عند مدخله المؤدي إلى بحر أزوف، مما أدى إلى عرقلة حركة سير السفن في هذا المضيق الوحيد الرابط بين هذا البحر والبحر الأسود.