دعا المشاركون في الأيام المسرحية العاشرة بتيزي وزو التي نُظمت مؤخرا تكريما لعميد المسرح الراحل موحيا، إلى التعريف بهذه الشخصية التي قدمت الكثير للفن المسرحي والأدب؛ عبر إنتاج مسرحيات وترجمات كثيرة، ودراسة 30 سنة من العطاء، لتكون مصدر إلهام ودعم للأجيال الفنية الصاعدة. نظّمت مديرية الثقافة بتيزي وزو بالتنسيق مع بلدية أبودرارن، الأيام المسرحية العاشرة؛ تكريما لعميد المسرح الراحل موحيا بمناسبة مرور 14 سنة على رحيله، حيث كانت التظاهرة فرصة لتناول أعمال الفنان الخالدة ودورها، وكذا أهميتها في ترقية وتطوير المسرح الأمازيغي والجزائري. واحتضنت الاحتفالات قرية آث رباح لبلدية أبودرارن ودار الثقافة "مولود معمري" ومسرح "كاتب ياسين"، حيث افتُتح البرنامج بتنظيم وقفة ترحم على روح المسرحي الراحل بمسقط رأسه بقرية آث رباح، في حين تم على مستوى دار الثقافة "مولود معمري"، تنظيم معرض يختزل المسيرة الفنية الطويلة لموحيا، التي يشهد لها الكبير والصغير من متتبّعي أعماله الخالدة في مجال الفن المسرحي. وأطلقت مديرية الثقافة في إطار هذه الأيام المسرحية بقاعة المسرح الصغير، "جائزة موحيا الذهبية لأحسن عمل مسرحي بالأمازيغية". كما تمّ إلقاء محاضرة عن الأعمال المسرحية للفنان الراحل، التي كانت فرصة لتناول إنجازات الفنان في مجال المسرح، والتي تُعتبر مدرسة للأجيال من عشاق هذا الفن. وتم تقديم مسرحية "سيناني" من طرف تعاونية "مشاهو إفرحونان". وقالت مديرة الثقافة نبيلة قومزيان في كملة ألقتها بالمناسبة، إن التظاهرة تصادف الذكرى 14 لرحيل الفنان موحيا المعروف باسم "موحند أويحيى"، حيث قدّم الفنان الكثير للمسرح الذي خدمه طيلة 30 سنة من العمل؛ لإنتاج مسرحيات ومرافقتها بفكر فلسفي، هو بمثابة وديعة أدبية للفن والثقافة الأمازيغية، تستحق اليوم العمل والترقية. وأضافت أنّ موحيا استطاع أن يمنح دفعا جديدا للفن الشعبي والتراث الثقافي بإضفاء نمط خاص به؛ ما جعله مميّزا من طرف الجمهور، مشيدة بشخصية موحيا الذي قضى حياته ببساطة، غير أنّ عبقريته في فن المسرح كبيرة، حيث أنجز نحو 40 مسرحية بين المنتجة والمترجمة، منها "سي برتوف" و«أم وين يتراجون ربي" وغيرهما، ولم يكن طيلة مسيرته بحاجة إلى التلفزة والإذاعة؛ فعبقريته كانت كافية للوصول إلى الناس. وذكرت قومزيان أنه تم إطلاق مسابقة جائزة موحيا لأحسن كتابة مسرحية بالأمازيغية، والتي يتم عرضها على المستوى الوطني، عبر منح جائزة معتبرة للفائز، وهذا بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي ومسرح "كاتب ياسين" والجمعية الثقافية "مولود فرعون".