برمجت مديرية الثقافة لتيزي وزو، بالتنسيق مع بلدية ابودرارن، لجنة النشاطات الثقافية والفنية للولاية والمسرح الجهوي «كاتب ياسين»، جملة من النشاطات تخليدا للذكرى الثامنة لرحيل أحد أعمدة المسرح والأدب الجزائري، «محند أويحيا» المعروف في الوسط الفني باسم «موحيا»، الذي أمضى حياته في العطاء السخي للمسرح والشعر. يتضمّن برنامج الذكرى، الذي يمتد على يومي 7 و8 ديسمبر الجاري، تنظيم معرض بأزقة دار الثقافة «مولود معمري» يضم كتبا، صورا ومقالات صحفية تتحدّث عن هذه الشخصية الأدبية والمسرحية، إلى جانب التوجه إلى قرية أث أربح ببلدية ابودرارن، لوضع باقة من الزهور على قبره والترحمّ على روحه الطاهرة، التي أفناها في خدمة الأدب والمسرح والثقافة الأمازيغية على وجه الخصوص، فيما ستحتضن قاعة العروض لدار الثقافة «مولود معمري» عرضا مسرحيا، تقدّمه الجمعية الثقافية «اقطعن أقعواج»، يحمل عنوان «تاقبيليث « للراحل موحيا. كما يتخلل البرنامج، شهادات حول حياة وأعمال الراحل موحيا، يقدّمها بقاعة المسرح الصغير رفيقاه، سليماني شابي و سليماني طاهر، متبوعة بتنشيط مدير المسرح الجهوي لبجاية، السيد عمر فاطموش محاضرة حول أعمال موحيا . ولد الفنان الراحل محند أويحيا، المعروف باسم موحيا بتاريخ 1 نوفمبر1950 بعزازقة التي انتقل إليها والده للعمل، حيث امتهن الخياطة بعدما دفعته الظروف المزرية لمغادرة قريته أث أربح بلدية ابودرارن، نحو مدينة تيزي وزو من أجل الدراسة، وتحصّل هناك على شهادة البكالوريا سنة 1968، لينتقل إلى العاصمة للدراسة بكلية الرياضيات، حيث تحصّل على شهادة ليسانس سنة1972،وهناك التقى واحتّك بمولود معمري، والذي أكد له حاجة القضية الأمازيغية لأدمغة تخدمها، وكانت هذه القضية الحافز الكبير، الذي دفعه لهجرة الوطن والاستقرار بفرنسا بعد التضييق الذي تعرض له، ومن هناك استطاع أن يحدث ثورة في الأدب الأمازيغي، حيث لم يكتف عبد الله موحيا بالشعر، بل وسّع أعماله إلى القصص والروايات التي كان يحافظ فيها على الثقافة الشفهية لمنطقة القبائل. وواصل الكاتب أعماله، وكان المسرح أكبر اهتماماته، إذ كان يشارك في عدّة فرق مسرحية منذ صغره، ووسّع قدراته وعمله خلال تواجده بالجامعة، من خلال تجسيد العديد من المسرحيات وترجمتها للأمازيغية رفقة أصدقائه، من بينها مسرحية «طبيب رغما عنه» للكاتب الفرنسي موليير ومسرحية «القرار» للكاتب بريخت، كما عمل على اقتباس العديد من المسرحيات من مختلف اللغات والثقافات وألّف أخرى، وتمكّن بفضل ذلك من إثراء المسرح الجزائري بصفة عامة والأمازيغي بصفة خاصة، إلى أن وافته المنية بتاريخ 7 ديسمبر 2004 بمستشفى باريس بعد صراع طويل مع المرض.