يزور الجزائر حاليا وفد من رجال الأعمال الصينيين، يضم 23 مستثمرا لبحث فرص تصدير المنتجات الفلاحية ومنتجات الصناعات الغذائية الجزائرية إلى السوق الصينية، بالنظر إلى جودتها وأسعارها المغرية، حسبما كشف عنه رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، سعيد منصور، ل«المساء»، والذي أشار إلى أنه تم تنظيم خرجة ميدانية للمتعاملين الصينيين إلى ولاية الوادي لمعاينة نوعية المنتجات الفلاحية، وذلك في أعقاب اجتماع عمل تم عقده بين ممثلي النادي والمتعاملين الصينيين بالعاصمة. وذكر رئيس النادي الاقتصادي الجزائري، في سياق متصل بأن أول محطة في رحلة البحث عن طلبات المتعاملين الصينيين شملت الصالون الدولي للتمور المنظم في طبعته الرابعة بولاية بسكرة، وذلك للاطلاع في مرحلة أولى على نوعية المنتوج والأسعار، بالإضافة إلى التقرب من وحدات التعليب والتوظيب للاتفاق معها قبل عقد اتفاقيات تصدير نحو السوق الصينية. وتم استغلال فرصة تواجد أعوان الجمارك في الصالون للتقرب منهم والتعرف على تسهيلات عمليات التصدير والوثائق المطلوبة، حسب سعيد منصور، الذي أشار إلى أن الحديث المباشر مع الجمارك ساهم بشكل كبير في الرد على العديد من انشغالات المتعاملين الاقتصاديين من أعضاء النادي، لاسيما ما تعلق منها بمعايير التوظيب والتعليب وكذا مختلف التسهيلات المقترحة عند تصدير المنتجات الفلاحية، وإمكانية إتمام إجراءات المراقبة الجمركية بالوحدات الصناعية للتعليب بدلا من انتظار وصول البضائع إلى الميناء أو المطار. أما فيما يخص الزيارة الميدانية المقررة لولاية الوادي، فقد أشار رئيس النادي إلى أنها تدخل في إطار تعريف المتعاملين الصينيين بنوعية المنتجات الفلاحية مع الاطلاع على سلسلة الإنتاج وفتح المجال لمعاينة عدد من المنتجات الفلاحية لدى المزارعين للتأكد من عدم استعمال المبيدات المحظورة وإبراز المواصفات الرئيسية للمنتوج المحلي الذي يتصف بكونه منتوجا طبيعيا. وعن سر اهتمام الصين بالمنتجات الفلاحية ومنتجات الصناعات الغذائية، أكد سعيد منصور أن العمال الصينيين الذين ينشطون في مجال البناء ساهموا بشكل كبير في الترويج للمنتجات المحلية بعد تعودهم عليها، ما أثار انتباه المتعاملين الاقتصاديين الصينيين الذين أبدوا من جهتهم اهتماما بمجال استيراد المنتجات الزراعية لتموين السوق الصينية. على صعيد آخر، كشف رئيس النادي الاقتصادي الجزائري عن التحضير لاستقبال 7 رجال أعمال أتراك تابعين ل«كنفدرالية الوقف» وهم مختصون في مجال الصناعات الميكانيكية والمناولة في صناعة وتركيب السيارات، وذلك بمناسبة تنظيم الصالون الدولي لقطع الغيار المزمع عقده نهاية شهر فيفري المقبل. وحسب سعيد منصور، فإن هذه الزيارة تدخل في إطار استكمال الاتفاقيات الأولية المبرمة بين الطرفين، وعددها 5 اتفاقيات، منها اتفاقية واحدة تخص المجال الفلاحي واتفاقيتان في الصناعات الميكانيكية واتفاقيتان أخريان في مجال البناء، تم إبرامها خلال الزيارة الأخيرة لرجال الأعمال الجزائريين إلى تركيا بمناسبة مشاركتهم في المعرض التركي «المصياد»، المتخصص في النشاطات الصناعية والتصدير. قروض خاصة للفلاحين تسدد بالمنتوج الفلاحي وعن النشاطات المستقبلية للنادي الاقتصادي الجزائري، كشف السيد منصور عن التفكير في إنشاء شركات «عنقودية» في مجال الإنتاج الفلاحي الموجه للتصدير أو الصناعات التحويلية، وذلك من خلال تعاقد المستثمرين مع الفلاحين لاقتراح قروض ودعم تقني لإنتاج أنواع خاصة من المنتجات الفلاحية بمواصفات ومعايير محددة في العقد، على أن يسدد الفلاح دينه من خلال حصص سنوية من المنتوج الفلاحي الذي يسلمه لرجل الأعمال المتعاقد معه. واعتبر محدثنا أن هذا الاقتراح من شأنه الرد على طلبات الصناعيين والمصدرين الذين يبحثون عن منتجات بمواصفات معينة، مع حل إشكالية عجز التمويل المالي بالنسبة للفلاح لاقتناء المعدات والبذور والأسمدة. للإشارة، تم إنشاء النادي الاقتصادي الجزائري الذي يضم 500 عضو، منهم رجال أعمال وفلاحين وباحثين وجامعيين، في سنة 2013 لرسم خريطة واضحة المعالم لإنعاش الاقتصاد خارج المحروقات.