عبّر محمد فاسي المدير العام لمؤسسة "كين اوماكس" للتوزيع السينمائي، عن امتعاضه من الصمت الذي يصرّ عليه مسؤولو قاعة "الجزائرية" التابعة لبلدية الجزائر الوسطى حيال عرض الفيلم الوثائقي حول نجم الكرة المستديرة الأرجنتيني دييغو مارادونا "مارادونا في كوستا ريكا"، للمخرج البوسني أمير كوستاريكا الحاصل على السعفة الذهبية مرتين في مهرجان كان السينمائي الدولي. وأشار فاسي في بيان وزّع على الصحافة أنّ مؤسّسته تقدمت لمسؤولي القاعة بطلب السماح لها بعرض الفيلم منذ سبتمبر الماضي، كما زوّدتهم بنسخة للفيلم من معيار 35 ملم من أجل هذا العرض لكن حتى الآن ترفض القاعة -على حد تعبير البيان - عرض الفيلم وذلك بحجة أنّ هذا العمل الوثائقي لا يهمّ الكثير من المشاهدين. وقد وصف محمد فاسي هذا التبرير بغير المنطقي، مؤكّدا أنّ هذا الكلام كان ممكنا أن يصدق إذا كانت هناك منافسة حقيقية في سوق العروض، أو بين قاعات السينما لكن هذا غير موجود، معتبرا تصرّف مسؤولي القاعة -حسب البيان- نوعا من الرقابة واستغلال السلطة، أورغبة دفينة في وضع الموزّعين في موقف حرج، علما أنّ لهم مسؤوليات تجاه مموليهم الذين لا يعترفون بمثل هذه المعوقات مما يجعلهم في ظروف مالية صعبة. مشيرا في سياق آخر، أنّ الغرض من توزيع هذا البيان هو أن يتحمّل كلّ واحد مسؤوليته، مؤكّدا أنّ مؤسّسته قادرة على إحضار كلّ الأفلام الهامة التي تنتج على المستوى العالمي، وذلك من أجل دفع عجلة الفن السابع في الجزائر التي تسعى إلى استعادة حركيتها من جديد، لكن المشكل الحقيقي يكمن في إمكانية استغلالها في الجزائر. يذكر أنّ فيلم "مارادونا في كوستا ريكا"، الذي عرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في طبعته61، يروي حياة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييقو مارادونا، ويتناول بصورة أساسية المفارقات التي نشأت بين صورة الأسطورة المطبوعة في مخيلّة معجبيه حول العالم من جهة، ومارادونا الإنسان الذي يحمل أفكاره الخاصة، حيث تبرز شخصيته ساخطة وثورية وعابثة في نفس الوقت من جهة أخرى. وقد أكّد مخرج العمل في الكثير من تصريحاته أنّه "أريد أن أبيّن في الفيلم أنّه على الرغم من كلّ التناقضات التي حفلت بها هذه الشخصية إلاّ أنّها لم تصبح أسطورة شهيرة ومحبوبة لأجل ذلك وإنّما أصبحت أيقونة عالمية بسبب انجازاتها، وعبقريتها داخل الملعب".