أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي، أمس، أن دائرته الوزارية تسعى حاليا إلى تكوين المورد البشري واليد العاملة المؤهلة لتلبية حاجيات المشروع المندمج الضخم لتحويل الفوسفات بتبسة. وأوضح مباركي، على أمواج الإذاعة الوطنية أن «أحد المحاور المهمة لاستراتيجية التكوين المهني في الجزائر، يرتكز على تكييف التكوين مع الاختصاصات التي تستجيب لحاجيات القطاع الاقتصادي بصفة عامة، مشيرا في هذا الصدد إلى تنظيم يوم دراسي اليوم بالتعاون مع وزارة الصناعة والمناجم ووزارة الطاقة، وكذا مؤسسات اقتصادية جزائرية أخرى من أجل إعداد مورد بشري مؤهل وضروري للمشروع المدمج لتحويل الفوسفات بتبسة. وأوضح الوزير، أن أحد أهداف هذا اليوم الدراسي «هو إطلاق مسار تكييف التكوين المهني مع حاجيات هذا المشروع الضخم الذي يقتضي بورشات الإنجاز استحداث حوالي 14000 منصب شغل مباشر»، مضيفا بأن الأمر يتطلب فيما بعد استغلال المشروع استحداث ما لا يقل عن 3000 منصب شغل مباشر. وذكر في هذا الخصوص بأن شعبة المناجم والمحاجر في مدونة تخصصات التكوين تضم وحدها عشرات التخصصات»، مشيرا إلى أن «دائرته تمتلك كذلك برامج بيداغوجية وكتب ومعدات ضرورية للتكوين في هذه الشعبة. ويذكر أن المشروع الضخم المندمج لتحويل الفوسفات تم إطلاقه شهر نوفمبر 2018، خلال تنقل الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي ترأس مراسم التوقيع على اتفاق شراكة لتجسيد هذا المشروع بين المجمعين الجزائريين سوناطراك وأسميدال منال والمجمعات الصينية المسيرة من طرف شركة «سيتيك». وسيسمح مركب الفوسفات الذي سخر له مبلغ استثمار يقدر ب6 مليار دولار وينتظر أن يدخل مرحلة الاستغلال في سنة 2022، باستحداث 3 آلاف منصب شغل مباشر. من جانب آخر أكد السيد مباركي، لدى تطرقه للدورة الثانية لدخول التكوين المهني المرتقبة في 24 فيفري المقبل، أن دائرته الوزارية ستوفر حوالي 280000 مقعد بيداغوجي للمتربصين الجدد، مشيرا إلى أنه يتم سنويا تكوين ما بين 230000 و240000 حامل شهادة ومؤهل في مجال الاقتصاد. وأكد الوزير، أن قطاعه بعمل على استباق تحديد التخصصات الواجب ترقيتها تبعا للمهن التي تتطور في الجزائر، على غرار صناعة السيارات والتكنولوجيات الجديدة والرقمنة، مبرزا الاهتمام المتزايد الذي يبديه الشباب الجزائري بالتكوين المهني، ما يؤكده حسبه وجود تسرب أقل مقارنة بالسنوات الماضية «حيث أن من بين 100 مسجل لا يتخلى سوى 15 متربصا عن تكوينهم».