تدعيم مسارات التنمية بها وتعزيز القدرات يحل اليوم بتبسة، وفد رفيع المستوى برئاسة الوزير الأوّل أحمد أويحي، حسبما أفادت به خلية الإعلام والاتصال بالولاية، للإشراف على إمضاء بروتوكول شّراكة بين مجمّعين جزائريين “سوناطراك وأسميدال منال” ومجمّعين صينيين “سيتيك ووانغفو”، في إطار تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة،” للنّهوض بالمناطق الحدودية وتدعيم مسارات التنمية بها وتعزيز القدرات الاقتصادية للبلاد. تأتي هذه الزيارة لوضع حيز الخدمة المشروع المندمج لاستخراج فوسفات منجم “بلاد الحدبة “بجنوب الولاية وتحويله عبر ثلاثة مصانع كبرى” بكل من العوينات بولاية تبسة ووادي الكباريت بولاية سوق اهراس ولحجار السّود بولاية سكيكدة “ ثم تصديره نحوالخارج “عبر ميناء عنابة “وسيمكّن هذا المشروع الاستراتيجي الضّخم- الذي تبلغ قيمة استثماراته نحوالستّة ملايير دولار- من خلق صناعة تحويليّة مهيكلة وخالقة للثّروة تجعل الجزائر إحدى أكبر الدّول المصدّرة للأسمدة بعائدات تقارب ملياري دولار في السّنة وسيوفّر المشروع ثلاثة آلاف منصب شغل منها ألف وخمسمائة منصب قارّ، كما سيساهم في دفع عجلة التنمية بالولاية وتحسين الإطار المعيشي لساكنتها. ويرافق الوزير الأول حسب نفس المصدر، كل من نورالديّن بدوي وزير الدّاخلية والجماعات المحليّة والتهيئة العمرانيّة، يوسف يوسفي وزير الصّناعة والمناجم، مصطفى قيطوني وزير الطّاقة، وعبد المؤمن ولد قدّور الرّئيس المدير العام لمجمّع “سوناطرك، زرارفة الطاهر الشريف الرّئيس المدير العام لمجمّع “منال”، والسّادة ولّاة الولايات المعنيّة بالمشروع تبسّة، سوق أهراس، عنّابة، وسكيكدة، وممثّلين عن المجمعين الصّينيين. المشروع خطوة نحوإنشاء “قطب هام” للصناعة المنجمية
يعد المشروع المندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات لمناجم منطقة بلاد الحدبة بولاية تبسة الذي سيتم التوقيع على اتفاق الشراكة لإنشاء شركة مختلطة جزائرية- صينية لهذا المشروع، اليوم، بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى خطوة نحوإنشاء “قطب هام” للصناعة المنجمية حسب ما أكده أمس الأحد فرحات أونوغي مستشار الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك. وأوضح نفس المسؤول في تصريح ل«وأج” أن هذا المشروع المندمج ذا البعد الوطني الذي “سيساهم في خلق الثروات وسيعزز استراتيجية تثمين الثروات المنجمية يحظى باهتمام خاص من طرف الدولة”. ويشمل هذا المشروع منجم بلاد الحدبة بتبسة وقاعدة وادي الكباريت بسوق أهراس وكذا قاعدة حجار السود بسكيكدة وميناء عنابة وسيجسد بين المجمعين الجزائريين سوناطراك وأسميدال منال والمجمعين الصينيين اللذين تديرهما شركة سيتيك قد تطلب استثمارا بقيمة 6 مليار دولار وفقا لما قاله نفس المسؤول. وأضاف أونوغي أن 500 مليار دج سيتم تسخيرها لإنجاز المنشآت الضرورية عبر الولايات الأربع المعنية بهذا المشروع الكبير، مؤكدا أن الطرف الجزائري يحوز على 51٪ من هذا المشروع مقابل 49٪ بالنسبة للطرف الصيني ضمن هذا المشروع المندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات. وفيما يتعلق بأثره الاجتماعي-الاقتصادي أوضح المتحدث بأن ما لا يقل عن 3 آلاف منصب عمل مباشر سيتم استحداثها بمجرد دخول المشروع حيز الاستغلال في 2022 فيما ستمكن ورشات الإنجاز عبر الولايات الأربع من استحداث 14 ألف منصب عمل. وأضاف نفس المسؤول بسوناطراك أن هذا المركب للفوسفات سيضمن مداخيل بالعملة الصعبة بقيمة 1،9 مليار دولار سنويا. من جهته، كشف الرئيس المدير العام لشركة سوميفوس بتبسة (فرع تابع لفرفوس) مختار لكحل أن هذا المشروع المندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات من منجم بلاد الحدبة بقدرة 500 مليون طن سيضمن إنتاج مشتقات الفوسفات أسمدة فوسفورية وحامض الأمونياك ومواد أخرى تستعمل في عديد النشاطات الاقتصادية. وأضاف المسؤول أن هذا الاستثمار سيرفع من قدرات إنتاج الفوسفات على المستوى الوطني المقدر حاليا ب2 مليون طن سنويا ليصل إلى 10 ملايين طن سنويا وذلك بدخول هذا المشروع الضخم حيز الخدمة. بدوره اعتبر والي تبسة عطاء الله مولاتي أن المشروع المندمج لاستغلال وتحويل الفوسفات سيحدث “تغييرات جذرية” بمنطقة تبسة وسيساهم في خلق الثروات. وخلص نفس المسؤول إلى أن مئات مناصب العمل لفائدة الشباب سيتم استحداثها بمجرد إطلاق ورشات هذا المشروع ومئات أخرى من مناصب العمل سيتم فتحها مع بداية نشاطات هذا المركب.