أكّد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أوّل أمس، بالجزائر العاصمة، أنّ ما وصلت إليه المؤسّسة الشرطية اليوم بالجزائر من احترافية وخبرة "قلّ نظيرها في العالم"، بل أصبحت "مرجعا يعوّل عليه في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة"، وأضاف أنّ الجزائر ستبقى دائما قوية وآمنة محافظة على مكاسبها في مجالات الأمن والاستقرار "التي جاءت بعد التضحيات الجسام، حيث قدّمت بلادنا خلال العشرية السوداء من خيرة أبنائها فداء لرفع لواء استمرارية الدولة، وتمّ التغلب على الإرهاب الهمجي وإخماد نار الفتنة وذلك بفضل جهود رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة". أشار وزير الداخلية لدى إشرافه على تنصيب عبد القادر قارة بوهدبة، مديرا عاما جديدا للأمن الوطني خلفا للسيد مصطفى لهبيري، إلى أنّ "المتمعّن في تاريخ هذا الجهاز العريق لا يسعه إلاّ أن يقف وقفة إجلال وإكبار أمام تضحيات أفراده بكلّ مستويات مسؤولياتهم، وتفانيهم في خدمة الوطن والمواطن مع أقرانهم من مؤسّسة الجيش الوطني الشعبي كلّهم مجندون من أجل جزائر آمنة، واضعين صوب أعينهم حمايتها من كل تهديد سواء أكان في الداخل أو الخارج". أمن الجزائر نصب الأعين وبعد أن أشاد بما أحرزته البلاد من تقدّم وازدهار في كنف الأمن والسكينة والطمأنينة اللذين لا شيء يتحقّق بدونهما "لذلك فإننا نعوّل كثيرا على مؤسسة الأمن الوطني تحت قيادتها الجديدة التي هي من أبنائها من أجل مواصلة الدرب والحفاظ على كل هذه المكتسبات وتعزيزها"، توجه الوزير، إلى السيد لهبيري، بالشكر على الجهود التي بذلها على رأس هذا الجهاز، داعيا إطارات وأعوان الأمن الوطني أن "لا يدّخروا أيّ جهد وهم يتشرفون اليوم بالعمل تحت قيادة أحد أبناء مؤسّسة المديرية العامة للأمن الوطني، الذي تدرج في تقلد عدة مناصب بها، حيث برهن عن مهنية عالية وجدارة واستحقاق أهلوه لأن يحظى بثقة رئيس الجمهورية، اليوم بتوليه منصب المدير العام للأمن الوطني". ولفت السيد بدوي، إلى أنّه ينتظر من الإطارات والأعوان جميعا أن يكونوا "كرجل واحد خلف قيادتكم الجديدة خاصة وأن بلادنا ستشهد أهم استحقاق انتخابي شهر أبريل المقبل، فعليكم أن تضعوا أمن الجزائر وتأمين مواعيدها الانتخابية نصب أعينكم". شراكة فعّالة وصريحة مع كافة الأسلاك الأمنية من جهته شدد المدير العام الجديد للأمن الوطني عبد القادر قارة بوهدبة، على أهمية الشراكة بين مختلف الأسلاك الأمنية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في مختلف ربوع البلاد، معبّرا عن قناعته بأنّ الشرطة "بقدر ما هي مرفق عام فهي مؤسّسة أمنية بامتياز ولا يمكنها العمل بدون شراكة فعّالة وصريحة ودائمة مع الجيش الوطني الشعبي، ومع كل الأسلاك الأمنية بمختلف صلاحياتها"، وأشار إلى أنّ عودته بين أفراد وإطارات الشرطة "فرصة لتجديد العهد والمضي قدما بعزم وثبات نحو الأفضل لخدمة الوطن والمواطنين". وبعد أن تقدم بجزيل الشكر إلى رئيس الجمهورية، على الثقة التي منحها إياه لقيادة الشرطة الجزائرية، دعا المسؤول منتسبي الشرطة إلى التحلّي بالانضباط والنزاهة والصرامة التي تعدّ "منطلق وأساس كلّ ما نقوم ونصبو إليه". كما شدد السيد بوهدبة، في نفس الوقت على أنّ الشرطة "مرفق عام ذو طبيعة مجتمعاتية بما يقتضيه هذا المفهوم من أسس ومعايير ترمي إلى تحسين الخدمة باستمرار ما يستوجب دائما مراجعة الذات والتطوير والعصرنة". ودعا المدير العام للأمن الوطني، إلى الاندماج على غرار كل هيئات ومؤسّسات وزارة الداخلية في مخطّطات وبرامج العصرنة تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية، مؤكّدا أنّه سيعمل "مع كلّ القطاعات المعنية من أجل تحقيق الأمن والأمان، ومن أجل حماية الأشخاص والممتلكات". أما العقيد لخضر لهبيري، فقد عبّر عن شكره للرئيس بوتفليقة، الذي منحه فرصة قيادة الشرطة الجزائرية التي تقوم بمهام "ليست بالهينة". من مكافحة المخدرات إلى الشرطة القضائية و(الأنتربول) للإشارة التحق السيد قارة بوهدبة، خريج كلية الحقوق والعلوم القانونية بصفوف الأمن الوطني سنة 1982، متقلدا رتبة محافظ قبل أن يتم تعيينه في عدة وظائف سامية، حيث شغل ابتداء من سنة 1984 إلى غاية سنة 1987، منصب محافظ شرطة رئيس فرقة مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات بولاية وهران، ليشغل بعد ذلك (1987-1989) منصب محافظ شرطة رئيس المصلحة الجهوية لمكافحة المخدرات (تلمسان). وكان خلال الفترة 1991 إلى 1994 عضوا منتخبا بالمجلس التنفيذي للانتربول إفريقيا خلال الجمعية العامة ال60 ب«بونتا دل إستي" بالأوروغواي، وعين السيد بوهدبة، رئيسا لمصلحة العلاقات الخارجية بالمديرية العامة للأمن الوطني سنة 1992، ثم مديرا للشرطة القضائية سنة 1994، بعدها تولى منصب مدير شرطة الحدود سنة 1995، فمدير التعليم والمدارس سنة 2001، وخلال الجمعية العامة ال81 للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "انتربول" بروما سنة 2012، انتخب منتدبا للجنة التنفيذية التي تحدد سياسة المنظمة وتوجّه عملها، وفي هذا الصدد شارك السيد قارة بوهدبة، في عدّة نشاطات لاسيما في المجال الاستراتيجي والمالي، وأسديت له عديد الأوسمة الشرفية عرفانا بجهوده في مجال الأمن، منها تسلمه سنة 2000 وسام الاستحقاق من طرف الشرطة الإسبانية، كما تقلّد منصب مدير للشرطة القضائية من أكتوبر 2012 إلى غاية شهر أوت 2015.