* email * facebook * twitter * google+ تحلم كل فتاة بالزواج من فارس أحلامها، وتختلف صفات الرجل المثالي، لكن تبقى أكثر الميزات التي تبحث عنها الفتاة في شريك حياتها.. "الرومانسية" التي تعتبر إحساسا قويا يعبر به أحد الطرفين عن حبه العميق للآخر، عبر قيامه ببعض المبادرات والحركات الظريفة التي تفاجئ شريك الحياة، وتدل على الرابط القوي بينهما، فهل يتميز الجزائري بهذه الصفة؟ يعتبر 8 مارس من المناسبات التي تحتفي بها المرأة عبر العالم، وتمجد إنجازاتها العظيمة على مختلف الأصعدة، ولا تسجل احتفالات خاصة بهذه المناسبة، إلا في بعض المحلات التي تمنح النساء تخفيضات تصل إلى 70 بالمائة، تمس مجموعة واسعة من السلع التي يمكن أن تصل أيضا إلى أجهزة كبيرة أو حتى سيارات، أو إهداء هدايا لأمهاتهم، أو تجهيز العشاء بدلا عنها، حتى ترتاح في ذلك اليوم المميز. لاكتشاف مدى رومانسية الجزائري، رأت "المساء" في مناسبة عيد المرأة، فرصة لاكتشاف مدى رغبة الزوج في مفاجأة زوجته ومعايدتها بهذه المناسبة، باقتناء هدية لها أو دعوتها لعشاء رومانسي على ضوء الشموع.. للإجابة على هذا السؤال، كان لنا حديث مع عدد من المواطنين الذين اقتربت منهم "المساء"، لمعرفة مدى إرضاء زوجاتهم في بعض المناسبات. بداية، كان الحديث مع عادل (متزوج حديثا)، حيث أبدى جاهزية كاملة للتصرف برومانسية مع زوجته، مشيرا إلى أن كسر روتين الحياة اليومية لا يتم إلا بهذه الحركات الظريفة التي توطد العلاقة بين الزوجين، وقال إن هذه المناسبة فرصة لاقتناء هدية بسيطة للزوجة، لا تكون بالضرورة عبارة عن قطعة من ذهب أو عطر ثمين، لكن تبقى المبادرة أهم شيء، كتحضير عشاء تلك الليلة، أو الخروج للعشاء، أو حتى تقديم هدية رمزية أو شيء كانت ترغب المرأة في شرائه ولم تجد المناسبة، كل ذلك، يعبر عن رد جميل ما تقوم به الزوجة في باقي الأيام الأخرى. من جانبه، أوضح عبد الغني (مجوهراتي بالعاصمة)، أن عددا كبيرا من الرجال يتوافدون على المحل من حين لآخر، وليست المرأة فقط من ترغب في اقتناء قطعة من الذهب، وهو دليل على أن للرجل ميزة الرومانسية، ويعبر عنها من خلال اقتناء هدية لزوجته، فكلما كانت الهدية ثمينة، كلما دل ذلك على حبه القوي لها، على حد تفكيره، مشيرا إلى أن الأمر ينحصر أيضا على فئة معينة تكون ميسورة الحال، في حال لا يمنع على متوسطي الدخل الدفع بالتقسيط مقابل قطعة معينة من المجوهرات، لتقديمها في مناسبة معينة، وذكر أنه لا يسجل حركة غير اعتيادية خلال عيد المرأة أو عيد الأم، إنما من أكثر المناسبات التي تدفع الرجل إلى اقتناء هدية لزوجته؛ عيدي الميلاد والزواج. من جهته، قال عمي موسى بائع ورود بوادي حيدرة، إن الجزائري يتّسم بالرومانسية، لكن يشعر بالحرج في إظهارها ويعجز عن تبرير حبه لزوجته، عبر تقديمه هدايا واستغلال بعض المناسبات أو دونها لمفاجأة الزوجة، إلا أن ذلك لا يمنعه من اقتناء الورود في بعض المناسبات لزوجته، لكن يبقى ذلك مقتصرا على البعض فقط، مشيرا إلى أن أغلب الشباب المتزوجين حديثا هم الذين يبادرون إلى تقديم هدايا لزوجاتهم، لكن أكبرهم سنا يطورون سلوكيات أخرى مع مرور السنوات، تدل على مودتهم لزوجاتهم. على صعيد آخر، أبرزت النساء اللائي تحدثنا إليهن، أن الجزائري غالبا لا يتميز بالرومانسية، على عكس بعض الشعوب الأخرى التي من خلال ثقافتها، تظهر هذه الميزة بشكل كبير. في هذا الخصوص، قالت وفاء، إن الجزائري يخجل من التصرف برومانسية، في مجتمع يترصد كل التصرفات ويفسر البعض منها على أنها ضعف. من جهتها، قالت فهيمة، إن الرجل بحكم العادة، ربط الرومانسية بالمرأة، نظرا لما اعتاد عليه، فالمرأة بطبعها حنونة، وعليه لم يتعود الرجل على التصرف برومانسية، لاسيما الجزائري، مشيرة إلى أن شعوبا أخرى من خلال ما تروجه عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل، تعكس رومانسية الرجل، مثل التركي أو الإسباني. قالت مريم، إن الرجل يعشق الزوجة الرومانسية، والدليل أنها تثير اهتمامه المبادرات التي قد تقوم بها الزوجة للتعبير عن جنونها به، من حيث تنظيم لقاءات لعشاء على ضوء الشموع، أو الخروج في جولة دون الأطفال أو غير ذلك، لكنه قليلا ما يفكّر في تبادل الأدوار والمبادرة لمفاجأة زوجته.