قررت منظمة الأممالمتحدة استئناف عملها في توزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة بعدما تلقت ضمانات لحماية موظفيها والعاملين في المجال الإنساني من قبل إدارة الاحتلال التي تواصل للأسبوع الثالث على التوالي قصف هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية مخلفة سقوط المزيد من الشهداء. وكانت وكالة "غوث" لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" التابعة للمنظمة الأممية قد علقت منذ نهاية الأسبوع الماضي أنشطتها الإنسانية في قطاع غزة بعد أن تعرضت إحدى قوافلها لقصف جوي إسرائيلي أدى إلى مقتل سائقها. ولكن الأنروا أعلنت الجمعة الأخير أنها تلقت ضمانات جدية من قبل إدارة الاحتلال الإسرائيلي في أن يحترم امن موظفيها ومراكزها وأنشطتها الإنسانية في قطاع غزة وهو ما يعني استئناف أنشطتها الإنسانية في اقرب وقت ممكن. ويبدو أن إسرائيل قد اضطرت إلى تقديم مثل هذه الضمانات في مسعى إلى إنقاذ صورتها التي تزعزعت بعدما أصبحت آلتها الحربية لا تفرق بين الأهداف الفلسطينية من مدنيين ومقاومين من جهة وبين الأهداف التابعة للمنظمات الأممية والإنسانية الناشطة في القطاع المحاصر. وكانت من جانبها اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قلصت من حجم أنشطتها في مدينة غزة بعدما تعرضت إحدى سيارتها إلى إطلاق نار على يد جنود الاحتلال الذين يحاولون محاصرة كامل المدينة. وقال مدير عمليات الانروا في غزة جون غينغ أن عمال الوكالة تنفسوا الصعداء مؤكدا في الوقت نفسه أن مئات الآلاف من سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء وباقي المواد الأولية. وكانت منظمة الأممالمتحدة أكدت أن 80 بالمئة من سكان غزة بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية في وقت ازداد تفاقم الوضعية الإنسانية والصحية والبيئية مما ينذر بحدوث الأسوأ.