بنفس دموية الأسبوعين الماضيين واصلت آلة الحرب الإسرائيلية إبادتها للفلسطينيين دون رحمة من الجو والبر والبحر في أبشع مجزرة يعرفها تاريخ البشرية الحديث. وتحت وقع دوي القنابل والصورايخ والهجومات البرية للقوات الخاصة الإسرائيلية عاش سكان قطاع غزة يوما مشؤوما آخر أمس اهتزت خلاله مختلف مدن قطاع غزة على وقع أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي رغم زعمها وقف عملياتها لمدة ثلاث ساعات وخاصة في شرق مدينة غزة وجباليا. وادعت إدارة الاحتلال أنها قررت وقف قصفها للأهداف الفلسطينية لمدة ثلاث ساعات بدعوى السماح بإيصال مساعدات إنسانية للسكان المدنيين للتزود بما يقتاتون. وهو عذر أقبح من ذنب كما يقال خاصة وأن هؤلاء المدنيين كانوا الهدف الأول لكل الغارات والهجومات التي نفذتها آلة الحرب الإسرائيلية بدليل أنهم كانوا وقود هذه المذبحة دون تمييز بين الاطفال والنساء والرجال ايضا وبلغ عددهم امس قرابة 900 شهيد. ولم يكن ذلك إلا مجرد ذر للرماد في العيون وخاصة وان شهود عيان أكدوا أن المدفعية الإسرائيلية واصلت قصفها للأحياء السكنية في غزة حتى خلال الساعات التي زعمت أنها فترة لهدنة ساعات. وأكدت مصادر فلسطينية أن دبابات إسرائيلية حاصرت مدينة غزة من كل جانب ربما تأهبا لاقتحام أحيائها ذات الكثافة السكانية وبالتالي اقتراف أبشع مجزرة ضد السكان المدنيين قبل انسحاب نهائي لقواتها من القطاع. وأكدت ذات المصادر أن الهجوم خلف استشهاد عشرة مقاومين من مختلف فصائل المقاومة في نفس الوقت الذي أحدث الهجوم موجة نزوح واسعة للسكان هربا من موت محقق. وهي محاولة باءت بالفشل لسبب بسيط انه لم يعد هناك مكان آمن في غزة بل وفي كل قطاع غزة. وكان حيا تل الحوا والشيخ عجلين أهم هدف للقوات الإسرائيلية من قوات المشاة والمدفعية. ولم تمنع قوة الهجوم من وقوع اعنف المواجهات بين القوات المحتلة وعناصر المقاومة الذين استبسلوا في الرد عليها بكل الوسائل المتاحة وهو ما أرغم المدرعات الاسرائيلية على التراجع الى مستوطنة نتساريم في قلب مدينة غزة. وكان رجال الإسعاف انتشلوا جثث 12 شهيدا من تحت أنقاض بناية، بينما تم انتشال جثث ستة شهداء سقطوا ضحية قصف جوي على منزلهم في شمال قطاع غزة منهم أربعة أطفال وامرأتين. وزعمت قوات الاحتلال أن قوة حركة حماس تراجعت بشكل لافت بعد الضربات التي تلقاها عناصرها وهو ما نفاه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة خالد مشعل الذي أكد فشل إسرائيل في تحقيق أدنى أهدافها. وفي هذا الشأن واصلت كتائب عز الدين القسام إطلاق صواريخها من نوع القسام وغراد على مختلف المستوطنات الإسرائيلية والأهداف الاستراتيجية في شمال وجنوب فلسطينالمحتلة بما فيها مدن أسدود وسديروت التي هزها ثلاثة صواريخ من نوع غراد. في نفس الوقت الذي أكدت فيه مجموعاتها الميدانية دخولها في مواجهات مسلحة ضد قوات المشاة الإسرائيلية وزرع عبوات ناسفة في طرق مرور مدرعاتها.