* email * facebook * twitter * linkedin مثل أمس، المتهمون ال13 في قضية رجل الأعمال كمال شيخي المدعو "البوشي" المتعلقة بالمحافظين العقاريين بغرفة الجنح بالقطب الجزائي المتخصص لمحكمة سيدي امحمد والمتابعين بتهم تتعلق بسوء استغلال الوظيفة، استغلال النفوذ، تلقي هدايا غير مبررة، وتقديم مزايا غير مستحقة. وتم توقيف المتهمين الموجودين رهن الحبس المؤقت بعد العثور على فيديوهات بمكتب المتهم الرئيسي كمال شيخي في صيف 2018، إثر توقيفه من قبل مصالح الأمن في قضية 700 كيلوغرام من الكوكايين، حيث أصدر وكيل الجمهورية آنذاك أمرا بتفتيش أملاكه، ليتم اكتشاف أشرطة فيديو بمكتب المتهم قام هو بتصويرها تظهر عدة إطارات في مصالح التعمير ببلديات العاصمة والمحافظات العقارية بمكتبه وهو بصدد تسليم مبالغ مالية لهم، تراوحت ما بين 5 ملايين و300 مليون سنتيم، ومبالغ بالعملة الصعبة تراوحت مابين 250 و2500 دولار، بالإضافة إلى جوازات سفر خاصة بالحج وأطقم من ذهب. تعليقات "البوشي" على الفيديو ورطت المتهمين واستعان القاضي الذي ترأس جلسة المحاكمة العلنية أمس، بهذه الفيديوهات التي تم بثها عبر شاشة وضعت بالقاعة أمام كل الحضور من متهمين، دفاع، إعلام وعائلات المتهمين، وهي تظهر المتهمين في مكتب شيخي يتسلمون هذه المبالغ. وتضمنت المقاطع المصورة تعليقات "البوشي" قام بتركيبها على هذه الفيديوهات يفهم منها أن المبالغ المقدمة "رشوة"، حيث كان يقول "أحسبوا أحسبوا الكاميرا قامت بتصويركم"، "تعملوا مقابل أموال"، "جئت عندي للمكتب حتى تصدق على الوثائق"، "هذه سيارة مصلحة التعمير تستغلونها في التنقل لاستلام الرشوة"، وغيرها من التعليقات التي كانت سببا في جر هؤلاء الإطارات إلى السجن. غير أن كمال شيخي، وفي جلسة المحاكمة رفض رفضا قاطعا الاعتراف بأنه قدم رشوة لهؤلاء الموظفين لمنحه تسهيلات في نشاطه المتعلق بالترقية العقارية، وأصر على أن هذه المبالغ والهدايا المقدمة هي مجرد "صداقات وأعمال خيرية وسلفيات". تعليقات الفيديو للمزاح والمبالغ "صدقة في سبيل الله.." وفيما يخص التعليقات التي أرفقت بالمقاطع المصورة، التي أساءت إلى سمعة المتهمين وورطتهم، فكرر المتهم أكثر من مرة في رده على أسئلة رئيس الجلسة بأنه قام بها فقط من أجل "المزاح ولم يكن ينوي من ورائها تهديد هؤلاء الإطارات بفضحهم في حال عدم استجابتهم لطلباته مستقبلا". وخلال استجوابه من طرف قاضي الجلسة خلال المحاكمة التي استمرت لساعات متأخرة من نهار أمس، قال شيخي "أنا برئ من هذه التهم.. لم أقدم رشاوى، بل تصدقت في سبيل الله، وأنا مواطن صالح.. ليس لدي علاقة بالمخدرات، أزكي وأبني مساجد، وقضية الكوكايين تم تلفيقها لي من طرف أشخاص يتواجدون اليوم بدورهم في السجن"، مضيفا بقوله "أتمنى أن تكون العدالة اليوم تحررت وتنصفني". أما فيما يخص علاقته بهؤلاء الموظفين، قال شيخي بأنه يملك 3 ترقيات عقارية وهو لا يتقن جيدا هذا المجال الجديد عليه، لأن تخصصه الحقيقي هو التجارة باللحوم منذ 30 سنة، مؤكدا أنه يستعين بهؤلاء الموظفين لاستشارتهم وليس ليقدموا له تسهيلات". الوزير الأسبق بوضياف يكون قد توسط ل«البوشي" وبعد مواجهة المتهمين بالفيديو الذي يظهرهم وهم بصدد تلقي هذه المبالغ المالية، أكد بعضهم أن شيخي عرض عليهم المبلغ ورفضوه، في حين أكد البعض الآخر استلامه للمبلغ والهدايا ثم قام بإرجاعه، وهو حال مسؤولة التعمير ببلدية القبة التي سلمها "البوشي" طاقم من ذهب، وقد أكدت أنها قامت بإرجاعه ولم تأخذه. في الوقت الذي اعترف البعض أيضا أنهم قبلوا هذه الهدايا المتمثلة في جوازات سفر للحج ومبالغ مالية من أجل العلاج على شكل إعانات وصدقات وذلك بحكم العلاقات التي تجمعهم بالمتهم. في سياق متصل، أكد أحد المتهمين وهو إطار بفرع التعمير ببئر مراد رايس أن كمال شيخي عرض عليه مبالغ مالية تقدر بمئات الملايين مرتين، ورفضها، مقابل إعداد مخطط بناء فيه سبعة طوابق. غير أن هذا الإطار اعترف بأنه قبل هدية من كمال شيخي في المرة الثالثة تتمثل في 2500 دولار وجواز سفر للحج بعد تدخل وزير الصحة الأسبق عبد المالك بوضياف الذي اتصل بمصلحة التعمير وطلب منه منح تسهيلات للترقية العقارية التي يملكها شيخي، تخص مشروع بناء يتشكل من طابق أرضي و15 طبقا بوادي حيدرة. غير أن كمال شيخي أنكر هذه التصريحات وأكد أنه لم يستعن بالوزير الأسبق بوضياف لمساعدته، مشيرا في المقابل إلى أنه قدم هذه الهدية للمتهم من أجل أداء مناسك الحج. للإشارة، فقد تواصلت جلسة محاكمة المتهمين مساء أمس، إلى ساعة متأخرة من النهار، بالاستماع لمرافعات هيئة الدفاع، ثم لمرافعة ممثل الحق العام، الذي التمس أحكاما تتراوح بين 5 و10 سنوات في حق المتهمين.