* email * facebook * twitter * linkedin يرى رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أن نجاح الحوار الوطني للخروج من الأزمة، مرهون بمرافقة مؤسسة الجيش للحوار الوطني، سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة، مع رحيل رموز النظام الفساد، كاشفا عن مشاورات ثنائية يقودها حاليا بعض الفاعلين في المنتدى الوطني للحوار من أجل الاتفاق على الشخصيات الوطنية التي ستقود الحوار في المستقبل، حيث تحفظ في هذا الخصوص عن الجهر بأسماء هذه الشخصيات "حتى تنجح المبادرة". وأعرب رئيس حزب العدالة والتنمية، خلال استضافته في منتدى جريدة "الوسط"، أمس، عن ارتياحه لنتائج منتدى الحوار الوطني، معتبرا إياه "محطة حققت نوعا من الإجماع بين العديد من التيارات والشخصيات والأحزاب الفاعلة في المجتمع. في سياق متصل، عبر جاب الله عن أمله في أن تقوم المؤسسة العسكرية، بتبني الأرضية التي حررها المنتدى، كونها تتضمن، حسبه، الخطوط العريضة والأساسية لنجاح الحوار الوطني الموسع وفق نظرة المشاركين في المنتدى". وقال جاب الله إن "أهم عوامل نجاح ندوة الحوار الوطني الموسعة، هو مرافقة المؤسسة العسكرية له، سواء بطريقة مباشرة من خلال تعيين ممثلين عنها أو من خلال الوساطة. أما الشرط الثاني فيتمثل في رحيل "رموز الفساد" كون من تسبسب في الأزمة التي تعيشها البلاد اليوم لا يمكن أن يكون جزءا في البحث عن الحل". ولا يحصر جاب الله الحوار في آليات تنصيب الهيئة الوطنية المستقلة للإشراف على تنظيم ومراقبة الانتخابات، بل ينبغي أن يوسع، حسبه، النقاش إلى نقاط أخرى تشمل النظر في جميع المشاكل والمسائل، معتبرا الظرف الحالي فرصة مواتية لتجاوز المشاكل وحلها، حيث سجل في هذا الإطار "نحو 122 خطأ في دستور الحالي الذي خضع للتحوير والتعديل عدة مرات من قبل الرئيس المستقيل". وفي رده على سؤال متعلق بأهم المستجدات التي أعقبت منتدى الحوار الوطني المنعقد بعين بنيان يوم 6 جويلية المنصرم، قال جاب الله، إنه تجري في الوقت الراهن، مشاورات ثنائية بين الأحزاب والشخصيات السياسية وأصحاب المبادرات السياسية من أجل الوصول إلى اتفاق يفضي إلى تحديد الشخصيات التي يمكن أن تقود الحوار الموسع لاحقا باسم المنتدى، مع أصحاب القرار. ونفى رئيس جبهة العدالة والتنمية، أن تكون كل أحزاب المعارضة السياسية مرفوضة من قبل الشعب، قائلا في هذا الشأن أن "أجهزة الاستخبارات تعرف جيدا من هو المرفوض ومن الذي يؤثر في الشعب ويقبله". وبخصوص مرشح الإجماع لدى المعارضة، قال جاب الله إنه "من المستحيل تجسيد التوافق حوله لأن كل الأحزاب تريد تقديم مرشحها الذي تراه الأفضل"، فيما امتنع في المقابل عن إعطاء أسماء مرشحة أو مرتقبة لقيادة للحوار، مشيرا إلى انه لو جهر بهذه الأسماء، فإنه من الممكن أن يقع حرجا أو مشكلا مع أطراف أخرى، "كون أهم هدف هو نجاح الحوار والوصول إلى حلول تفضي إلى حل الأزمة". وفي تفسيره لشعار "دولة مدنية ليست عسكرية" الذي كان الشعار البارز في مسيرات الجمعات الأخيرة، اعتبر جاب الله هذا الشعار "مجرد ترويج لأجندة فرنسية، كانت السبب وراء فشل الاتحاد الأوروبي في وضع دستور موحد..". وتوقع جاب الله "فشل هذا الطرف أو الفريق لأنه يريد وضع دولة علمانية من خلال الفصل التام بين الدين والدولة.. وهو ما لا يريده الجزائريون". وإذ أشار إلى أن حزبه يريد تجسيد دولة مدنية بالمفهوم "الأنجلوساكسوني"، أكد جاب الله أن "انتخاب رئيس جديد للجزائر بعيدا عن أية وصاية أو تعيين، هو الأهم الآن". وإذ استبشر عضو منتدى الحوار، خيرا بمستقبل الجزائر، مرجعا سبب تفاؤله إلى استمرار الحراك الشعبي ونجاح القوى التي تؤيد مطالبه في الاجتماع حول طاولة حوار وتنازلها عن الكثير من الأمور، مثلما حدث في ندوة 6 جويلية الجاري، اغتنم رئيس جبهة العدالة والتنمية الفرصة لتوجيه دعوة للأحزاب والشخصيات التي قاطعت الندوة، من أجل الالتحاق بالمبادرة، "لأنها تصب في مصلحة للبلاد". وفي رده على سؤال خاص بانتخاب النائب، سليمان شنين على رأس المجلس الشعبي الوطني، قال جاب الله إن كتلة العدالة والتنمية بالمجلس هي مستقلة وسيدة في قراراتها.