* email * facebook * twitter * linkedin حذرت المديرية العامة للغابات، أمس، من ارتفاع المساحات المتلفة بعد ارتفاع عدد الحرائق المسجلة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 17 جويلية الجاري إلى 23 حريقا أتلف مساحات كبيرة من الغابات. ودعت مصالح الوقاية ومكافحة حرائق الغابات المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم إشعال النيران لأي سبب كان، مع العلم أنه سجل منذ الفاتح جوان الفارط 635 حريقا تسبب في إتلاف 4648 هكتار، وفي حال استمرار الوضع على حاله، يخشى تكرار سيناريو 2017، حيث تم تسجبل أثقل حصيلة للحرائق، بلغت 3125 حريق اتلف أكثر من 54 ألف هكتار. وردا على سؤال ل"المساء" حول تسبب تجار "الفحم" في إشعال النيران بالغابة لتوفير المنتوج الذي يكثر عليه الطلب خلال أيام عيد الأضحى المبارك، أوضح مدير مصالح الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله، أن إنتاج الفحم يتطلب الكثير من العمل والتقنيات ليصبح صالحا للاستعمال، لافتا إلى أن "ما يسوق على قارعة الطريق من طرف "تجار الغفلة" هو خشب محروق وهو مضر بالصحة"، ولمنع استمرار ظاهرة إشعال الحرائق لإنتاج هذا النوع من الفحم المغشوش تقرر، حسبه، تنسيق العمل مع مصالح الشرطة والدرك الوطنيين لتشديد الرقابة عبر كل الطرق المؤدية إلى الغابات، خاصة بعد إحصاء 23 حريقا ما بين 11 و17 جويلية الفارط، "ما يؤكد أن هذه النيران نشبت بفعل فاعل بغرض تسويق الفحم". من جهته، كشف نائب رئيس المجلس الوطني المتعدد المهن لشعبة الخشب والفلين، معمر بلعمري، ل"المساء"، أن عملية إنتاج الفحم تتم من الخشب الأخضر وليس الخشب المحروق، وتتطلب تقنيات ومعدات لحرق الخشب بدون أكسجين، وعليه فلا يمكن، حسبه، استغلال الحطب المحروق ليباع على شكل فحم من دون المرور على وحدة صناعية. وعن طلبات السوق الوطنية، أشار بلعمري إلى تسويق 300 طن يوميا من الفحم، وهو ما يمثل طلبات أصحاب المطاعم المتخصصين في أطباق "الشواء على الفحم والجمر"، مع العلم أن المجلس تمكن منذ تنصيبه مؤخرا من تنظيم نشاط 87 حرفي متخصص في إنتاح الفحم و"مكامير الفحم". وبالنظر إلى كون غالبية هؤلاء الحرفيين ينشطون في المناطق الريفية وقانون الغابات رقم 84/12 يمنع صناعة الفحم بالقرب من الغابات، فقد تم تنسيق العمل مع المديرية العامة للغابات للسماح للحرفيين الذين يقطنون بالقرب من الغابات بمزاولة هذا النشاط، وهو الإجراء الذي ساهم في إنشاء 57 مؤسسة مصغرة متخصصة في إنتاج الفحم. وفيما يخص نوعية الفحم المسوق على الأرصفة، مع قرب موعد عيد الأضحى المبارك، شدد ممثل المجلس على وجوب تحسيس المستهلك الجزائري بأهمية شراء الفحم من المساحات التجارية الكبرى، كون المنتوج المسوق بهذه المساحات يحترم المعايير المطلوبة ويسوق داخل أكياس معين عليها اسم الشركة المنتجة. على صعيد آخر، أكد ممثل المديرية العامة للغابات رشيد بن عبد الله، أن الإنسان هو المتسبب الأول في حرائق الغابات، سواء بقصد أو بغير قصد، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين يلجؤون إلى الغابة بغاية التنزه والطهي على الهواء الطلق، وهو أمر يعاقب عليه القانون، خاصة وأن شرارة صغيرة قد تتسبب في إتلاف المئات من الهكتارات. وفيما يخص الحصيلة النهائية لحرائق الغابات، أعلن محدثنا عن إحصاء 635 حريقا منذ الفاتح جوان الفارط إلى غاية 17 جويلية الجاري، وهو ما تسبب في إتلاف 4648 هكتار، منها 1095 هكتار من الغابات، 1462 هكتار من الأدغال و2092 هكتار من الأحراش، وذلك بمعدل يومي بلغ 14 حريقا، مع إتلاف 7 هكتارات في كل حريق، وهو معدل مرتفع مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، على حد تعبير السيد بن عبد الله. وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، شريف عماري، قد أكد أمس على أهمية تشديد الرقابة عبر الغابات ودحر كل محاولات حرق الأشجار بغية إنتاج الفحم، حيث قدم الوزير خلال اجتماع تنسيقي مغلق حضره إطارات الوزارة والمدير العام للغابات توجيهات من أجل تنسيق العمل لبن مختلف المصالح والجمعيات وكذا السكان الذين يقطنون بالقرب من الغابات لتعميم الوقاية والتدخل الاستباقي قبل اندلاع الحريق.