إستنفرت المديرية العامة للغابات كل الأرتال وأعوان الغابات، تحسبا لأي طارئ لضمان التدخل السريع في حالة نشوب حرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات مرتفعة منذ قرابة أسبوع كامل. وحسب رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، السيد رشيد بن عبد الله، يتم حاليا مراقبة الأوضاع عبر أبراج المراقبة مع إرسال نشريات خاصة لكل ولاية تخص توقعات درجات الحرارة وقوة واتجاه الرياح لتوخي الحيطة والحذر، مع العلم أنه منذ الفاتح جوان الفارط، تم إحصاء 156 حريقا أتلف 840 هكتارا، منهم حريقين كبيرين بكل من باتنةوخنشلة. وقد استحسن رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق، رشيد بن عبد الله، في اتصال مع "المساء" امتثال الفلاحين والموالين هذه السنة للإجراءات الوقائية المعتمدة منذ مطلع موسم الاصطياف، والتي توفر المرافقة والدعم لكل من يريد حرق الأعشاب الجافة المحيطة بمسكنه أو مستثمرته الفلاحية في إطار تجديد الغطاء النباتي، وهو ما ساهم بشكل كبير في انخفاض عدد الحرائق مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة، التي شهدت أكبر عدد من الحرائق وإتلاف الآلاف من الهكتارات بسبب الموالين والفلاحين. وبخصوص الحريقين اللذين أتلافا 280 هكتارا بغابة بوحمامة بولاية خنشلة مطلع شهر جويلية الجاري، و362 ألف هكتار بغابات جبل بوعريف بولاية باتنة مؤخرا، أشار بن جاب الله إلى أن أسباب الحريقين يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح ساخنة، مما أدى إلى اتساع رقعة الحريقين بسرعة، وما صعب من عمليات الإخماد، تضاريس المنطقة، خاصة جبال بوعريف بباتنة، الأمر الذي عرقل عمليات إخماد النيران. وقصد دعم فرق أعوان الغابات لولاية باتنة، كشف بن عبد الله عن استدعاء الرتل المتنقل بولاية الطارف الذي يضم صهاريج للمياه بسعة ألف لتر و30 عون غابات متخصصين في إخماد الحرائق، ونظرا للظروف المناخية والطبيعية، فقد دام عمل 100 عون للغابات مدعمين بأعوان الحماية المدنية أربعة أيام كاملة لإخماد الحريق. وتأسف ممثل مديرية الغابات لعدم استعمال وحدات الحماية المدنية للطائرات لإخماد النيران، مشيرا إلى أنه في حالة استخدام تقنية "إخماد النيران من الجو"، يتم تقليص رقعة اتساع النيران ومنه تقليص المساحات المحروقة، خاصة وأن 80 بالمائة من المساحات الغابية تقع في المناطق الجبلية. على صعيد آخر، أشار بن عبد الله إلى عدم تسجيل إلى غاية اليوم خسائر بشرية أو فلاحية خلال الحرائق المسجلة منذ بداية موسم الاصطياف، في حين أكد المتحدث أن البدلات الجديدة المضادة للحرائق، التي تدعمت بها المديرية العامة للغابات، ساهمت بشكل كبير في التدخل السريع لأعوان الغابات، خاصة وأنهم في مأمن من الإصابة بحروق، مما يجعلهم يتوغلون في الغابات لإطفاء النيران.