أشاد أمس وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد بالنتائج الأولية للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي ستمكن في جوان المقبل من تحرير نصف مليون أمي من أميتهم، معتبرا أن رفع الغلاف لمالي المخصص للاستراتيجية من 9 ملايير سنتيم عام 2007 إلى 260 مليار سنتيم خلال السنة الجارية خطوة حاسمة لتعزيز التحدي الذي رفعته الجزائر للقضاء على الأمية في آفاق 2016 ، والتي تراجعت من 90? عشية الاستقلال إلى 21.3? في الوقت الراهن. وأضاف الوزير خلال اليوم البرلماني الذي نظمته لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني حول الأمية في الجزائر، أن القفزة الكبيرة التي شهدها المبلغ المخصص للاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية يعكس التحدي الكبير الذي رفعته الجزائر لمكافحة الأمية، مشيرا في ذات السياق الى أن الجزائر التي بلغت العام الثاني من تنفيذ الاستراتيجية المصادق عليها في جانفي 2007 والتي تحصي حاليا 6.4 مليون أمي بحاجة إلى بذل المزيد من المجهودات للوصول إلى الغاية المنشودة. وأوضح المسؤول الأول عن قطاع التربية الوطنية أن السياسة المنتهجة منذ الاستقلال والتي تركز على ضمان تمدرس جماهيري للأطفال ومحو أمية الكبار والمراهقين، أدت إلى رفع نسبة التمدرس من 43? سنة 1966 إلى 97.5 ? سنة 2008 مقابل التحاق 75? من الأطفال بالمدارس التحضيرية وهي نتائج جد مشجعة ينبغي العمل على تثمينها. كما أشار إلى أن آفة الأمية التي لها علاقة بكافة أوجه التخلف، تمس حاليا المناطق الريفية، المسنين والنساء اللواتي تمثل نسبة الأمية في وسطهن ضعف نسبتها في أوساط الرجال، وهو الأمر الذي تمت مراعاته في الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي رصد لها مبلغ مالي يقدر ب24 مليار دج على مدار 10 سنوات. وفي هذا الصدد؛ دعا وزير التربية الوطنية إلى العمل وفق مبدإ أن مكافحة الأمية مسؤولية جميع القطاعات العامة والخاصة لتسخير كافة الامكانيات البشرية والمادية اللازمة للقضاء على الأمية، كما ذكر بهذا الخصوص أنه تم توظيف 8 آلاف عون مكلف بمحو الأمية، في حين أن تحقيق أهداف الاستراتيجية يتطلب توظيف 21 ألف أستاذ، حيث تعمل وزارة التربية حاليا بالتعاون مع وزارتي التضامن والعمل لحل مشكلة نقص عدد الأساتذة. ويذكر أنه في اطار تدعيم مسعى مكافحة الأمية، سيتم في الآجال القريبة تأسيس تلفزة المعرفة تمولها وزارتا التربية والتعليم العالي. من جهته أكد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني السيد محمد قيجي، أن الأمية التي تعد أهم عقبة في وجه الازدهار تقلصت بنسبة معتبرة، فمن 30.1 ? سنة 2002 إلى 24.2 ? سنة 2007 ثم إلى 21.3? حاليا، حيث كان بالامكان تحقيق نتائج أكثر ايجابية لولا الأزمة الأمنية التي تسببت في النزوح الريفي، مبرزا في سياق متصل أن النتيجة المحققة لاتتجاوز كثيرا المعدل العالمي المقدر ب19? وأن مهمة القضاء على الأمية ليست بالمستحيلة، باعتبارها مرهونة بتوفر الإرادة الجماعية والحكمة في وضع الاستراتيجيات. وعلى صعيد آخر تمثلت التوصيات المنبثقة عن المنتدى البرلماني في العودة إلى تطوير مفاهيم محو الأمية بناء على التطورات العلمية الحاصلة، تنسيق جهود القطاعات المعنية بمكافحة الأمية وإشراك وسائل الإعلام، وتصميم برنامج خاص لفائدة البدو الرحل إضافة إلى تقييم الاستراتيجيات المعتمدة للكشف عن الصعوبات والنقائص. وتجدر الاشارة إلى أنه تم خلال اليوم البرلماني الذي يهدف إلى ايجاد حلول عملية تضاف إلى المجهودات المبذولة للقضاء على الأمية، إلقاء محاضرات من طرف مختصين وناشطين في مجال محو الأمية وتكريم عدد من الدارسين.