أحصت مصالح سونلغاز في الثلاثي الثالث من السنة الجارية مقتل 17 شخصا وإصابة 72 آخرين جراء الحوادث المترتبة عن مخاطر الغاز الطبيعي، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية منذ مطلع السنة وإلى غاية سبتمبر المنصرم 471 مرة في حوادث ذات صلة بهذه المخاطر وسجلت مقتل 182 شخصا منهم 12 في حالات انفجار الغاز· وتبرز هذه الأرقام مدى عظمة المخاطر التي يمثلها التهاون في استعمال هذه المادة التي تخفي وراء حيويتها، مآسي وآلاما، تعمل سونلغاز على التحسيس بخطورتها في إطار حملة واسعة النطاق وبغرض توعية مختلف الأطراف الفاعلة في الحملة التحسيسية، على غرار المؤسسات التربوية والمنظمات الشبانية وفروع قطاع السكن ووسائل الإعلام، نظمت مديرية الوقاية والسلامة التابعة للمديرية الجهوية للجزائر أمس، يوما إعلاميا، تم خلاله عرض تقييم أولي للحملة التحسيسة حول مخاطر الغاز الطبيعي على مستوى إقليم المديرية الجهوية التي تضم علاوة على 4 مديريات فرعية حضرية مديريتين فرعيتين بكل من تيبازة وبومرداس، ومست حملة التوعية لحد الآن 62 مؤسسة تعليمية، منها 25 مدرسة ابتدائية، 26 متوسطة و11 ثانوية، نشط على مستواها فريق متخصص من إطارات المديرية الجهوية لقاءات تحسيسية مع الأطفال المتمدرسين، وتم خلالها توزيع نشرات تنبيهية، تحمل إرشادات ونصائح للمواطن حول كيفية التعامل مع هذه المخاطر· وبحسب السيد سمير بوكليلة مسؤول جهوي بمديرية الوقاية والسلامة، فإن الشركة تسعى من خلال استهداف الأطفال المتمدرسين إلى تلقين النشء ثقافة الحذر من الأخطار الناجمة عن الغاز الطبيعي، وجعلهم طرفا فاعلا في الوقاية منها على مستوى الأسرة، وذلك بتدخلهم لتنبيه وتذكير الأولياء بإجراءات السلامة وحسن التعامل مع التجهيزات المنزلية· كما أشار المتحدث إلى أنه في إطار دعم إجراءات الوقاية المعتمدة من قبل الشركة، يجري حاليا توظيف أعوان تجاريين، للتكفل بعمليات جرد العدادات لدى المشتركين، وذلك سيعمل من جهة على استخلاف الأعوان التابعين لمؤسسات المناولة، ويضمن إيصال النشرات التحسيسية إلى المشترك بشكل مباشر ومن ثمة إعادة الثقة بينه وسونلغاز من جهة ثانية· من جانبه أشار السيد حليتيم مدير الوقاية والسلامة بمديرية التوزيع للجزائر إلى أن مخاطر الغاز ترتفع مع ارتفاع عدد المشتركين، الذي انتقل من 302000 مشترك إلى 382000 مشترك على مستوى إقليم المديرية الجهوية للجزائر، وذلك بمعدل 18 ألف مشترك جديد في كل عام، وقد توسعت شبكة توزيع الغاز التابعة للمديرية المذكورة ولاسيما على مستوى ولايتي تيبازة وبومرداس، بنحو 8 بالمائة خلال العام 2006، حيث بلغت 4064 كلم، فيما كانت تقدر في 2005 ب3763 كلم، وأوضح المتحدث بأنه في إطار الحملة التحسيسية حول مخاطر الغاز التي تستمر إلى غاية شهر مارس المقبل، تم توزيع نحو 2,2 مليون نشرة تحسيسية، وتنشيط ومضات إشهارية عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية علاوة على العمل الجواري الذي ينتظم على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية· ولدى تطرقه إلى العوامل الأساسية للوقاية واجتناب الأخطار والحوادث المترتبة عن الغاز الطبيعي، ركز السيد والوش مسؤول الوقاية على مستوى المديرية العامة لسونلغاز على عاملين أساسين اعتبر الحرص عليهما من قبل المواطن مفتاحا للأمان والسلامة من مخاطر الغاز، ويتعلق الأمر بالغلق الجيد لمفاتيح التجهيزات الموصولة بشبكة الغاز، والسهر على توفير تهوية كافية لمختلف التجهيزات وخاصة على مستوى المطبخ الذي يضم اكبر عدد من التجهيزات· غير أن الوقاية من هذه المخاطر ليست من مسؤولية الأسرة لوحدها بنظر السيد والوش الذي تطرق إلى ضرورة أن تراعي مؤسسات البناء كافة الإجراءات الوقائية أثناء تشييد السكنات، على غرار احترام المقاييس المعمول بها دوليا في انجاز الخزائن الخاصة بشبكة الغاز على مستوى طوابق العمارات، وكذا توفير التهوية الضرورية للأقبية، لاجتناب حالات التقاء أكسدة المياه المستعملة مع تسربات الغاز الطبيعي، مما يؤدي إلى انفجار الغاز، كذلك الذي وقع منذ أشهر قليلة بدالي إبراهيم وأسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجروح· أما الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث المنزلية فيكون مصدرها الغاز الطبيعي إلى جانب التهاون واللامبالاة، وتشير الأرقام المتوفرة لدى مصالح الشركة العمومية، إلى أن سنة 2007 عرفت وقوع 46 حادثا خلفت مقتل 27 شخصا وإصابة 93 آخرين بجروح، ومن بينها 7 حوادث تم تسجيلها على مستوى المديرية الجهوية للجزائر خلفت مقتل 7 أشخاص 4 منهم في انفجار الغاز و3 بالاختناق، وبهذا فإن إحصائيات مصالح الحماية المدنية ترسم واقعا أكثر مأساوية من ذلك الذي يمكن تصوره، حيث سجلت هذه الأخيرة إلى غاية سبتمبر الماضي 182 شخصا قتيلا و658 جريحا في حوادث مترتبة عن الغاز الطبيعي، منها 45 حادث انفجار الغاز أودى بحياة 12 شخصا وأصيب إثرها 103 أشخاص بجروح· للإشارة فإن الحملة التحسيسية شرعت فيها سونلغاز منذ أكتوبر الماضي تحت شعار "إبعاد أخطار الغاز، حماية لحياتنا"·