* email * facebook * twitter * linkedin دعا الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، إلى ترجيح الشرعية الدستورية من خلال تنظيم انتخابات رئاسية شفّافة في أقرب الآجال، لتجنب مراحل انتقالية وخيمة العواقب، و«التي تروج لها بعض الأطراف التي لا غاية لها سوى تحقيق مصالحها الضيقة ومصالح أسيادها"، منوّها في هذا الإطار بالجهود التي تبذلها الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، نظير تحقيقها لنتائج مشجعة في وقت قصير. وأوضح الفريق قايد صالح، في اليوم الثاني من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية(وهران)، حيث أشرف على تنفيذ تمرين رمايات بالصواريخ انطلاقا من الغواصتين "الونشريس" و«الهقار" ضد أهداف سطحية، أن الأطراف التي تدعو إلى مراحل انتقالية بدأت تنكشف على حقيقتها "ولدينا معلومات مؤكدة حول تورطها سنكشف عنها في الوقت المناسب". في هذا الصدد حذّر نائب وزير الدفاع الوطني بالقاعدة البحرية الرئيسية مرسى الكبير، حيث ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد الوحدات البحرية عبر التراب الوطني، من بعض الأصوات المعروفة بنواياها الخبيثة والتي باعت ضمائرها لتخدم مصالح العصابة ومصالح أسيادها، مشيرا إلى أنها تعمل بكل الوسائل المتاحة على عرقلة عمل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، لاسيما من خلال محاولة فرض شروط تعجيزية وإملاءات مرفوضة جملة وتفصيلا، على غرار الترويج لفكرة التفاوض بدل الحوار والتعيين بدل الانتخاب. أطراف تحاول رهن الرئيس القادم بفرض أجندات معدة مسبقا واتهم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذه الأطراف بممارسة الألاعيب المفضوحة عبر التركيز على قضايا هامشية لا فائدة ترجى منها، إضافة إلى محاولة بث أفكار مسمومة ترهن الرئيس القادم، وتفرض عليه تطبيق أجندات معدة مسبقا، مشيرا إلى أنه إجراء غير مقبول لكونه يتناقض تماما مع أحكام الدستور الواضحة في هذا المجال، ويحد من صلاحيات الرئيس المنتخب رغم أنه بعد انتخابه سيكون قد حاز على شرعية الصندوق، وحظي بثقة الشعب الذي اختاره على أساس برنامج محدد، ليستطرد قائلا "كل هذه الألاعيب تهدف إلى التشويش على مسار الحوار وتوجيهه إلى ما يخدم المصالح الخاصة للعصابة". وعليه يرى الفريق قايد صالح، أن "الانتخابات ستكون فرصة حقيقية لتجسيد الإرادة الشعبية وترجمتها على أرض الواقع، من خلال انتخاب رئيس يحظى بالشرعية اللازمة وبثقة الشعب المصر على هذا المطلب الملح، وعلى موقفه الثابت بخصوص تحضير وإجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال". وقال المتحدث "إن المنطق يفرض الشروع في التحضير لهذه الانتخابات خلال الأسابيع القليلة القادمة، ولأن الوقت ليس في صالحنا كما أكدنا على ذلك مرارا، ولأن كل ما نقوله مبني على معلومات مؤكدة ومعطيات موثوقة تؤكد كلها أن هذا هو الخيار الأسلم والأنجع للخروج من الأزمة الحالية، أجدد الدعوة مرة أخرى إلى ضرورة التعجيل بتنصيب الهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية، التي تعد ضمانا أساسيا لتجاوز الوضع الراهن". وعليه يرى الفريق قايد صالح، أن المقاربة التي تدعو إلى تبنّي الحوار العقلاني النّزيه والجاد، قد حظيت بدعم أغلبية مكونات الشعب الجزائري، كونه السبيل الأمثل الكفيل بالحفاظ على المصالح العليا للوطن وهو ما أكد عليه رئيس الدولة، في رسالته الموجهة إلى الشعب الجزائري بمناسبة يوم المجاهد. وفي هذا السياق أشاد نائب وزير الدفاع الوطني، بالمساعي الحميدة المبذولة للدفع بعجلة الحوار قدما نحو إيجاد مخارج عقلانية وموضوعية للأزمة الحالية، مجددا دعوته "لكل الخيرين والشرفاء الذين تحدوهم النوايا الطيبة والغيرة على الجزائر، إلى الوقوف وقفة رجل واحد وتلبية نداء الوطن وعدم التخلّف عن الركب للمساهمة في إثراء هذا الحوار الوطني، بما يضمن تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، في كنف الشفافية والنزاهة واحترام الإرادة الشعبية في اختيار رئيس للجمهورية، يعمل على خدمة بلده وشعبه بكل إخلاص وتفاني، وتكون له كامل الصلاحيات لتجسيد التطلعات المشروعة للشعب والسير ببلادنا نحو المستقبل المنشود". الفريق قايد صالح، لم يتوان في التذكير بأن المرحلة المفصلية التي تمر بها بلادنا، تتطلب التحلّي بالحكمة والروية والتبصر من منطلق "أنها مرحلةٌ تعهد فيها الجيش الوطني الشعبي بمرافقة الشعب ومؤسسات الدولة ومسار الحوار وفقا لمقاربة مدروسة بعناية، مؤكدا في كل مرة ثبات مواقفه حيال الوطن والشعب، ومحذّرا من المساس بالمصالح العليا للوطن التي لا تقبل المساومة بأي حال من الأحوال". الجيش يتعهد بتقديم الضمانات الكافية لرجال العدالة كما اغتنم هذه المناسبة للإشادة برجال العدالة نظير الجهود التي يبذلونها في مكافحة آفة الفساد، مجددا تعهد الجيش الوطني الشعبي، على مرافقتهم وتقديم لهم الضمانات الكافية لأداء مهامهم النبيلة بعيدا عن أي شكل من أشكال الضغوطات، من منطلق أن العدالة التي تعد أساس دولة القانون "قد استرجعت والحمد لله صلاحياتها وحريتها ودورها الحقيقي، ورجالها مصممون ومصرون على تطبيق القانون بحذافيره ضد العابثين، من خلال معالجة كافة الملفات دون استثناء، بما فيها تلك التي بقيت حبيسة الأدراج وفي طي النسيان". واستمع الفريق رفقة اللواء مفتاح صواب، قائد الناحية العسكرية الثانية، واللواء محمد العربي حولي، قائد القوات البحرية، إلى عرض حول مراحل وسير التمرين المنفذ على مستوى مضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية بوهران، ليتابع بعدها مجريات التمرين الذي تم تنفيذه من قبل أطقم الغواصتين. ويندرج هذا التمرين التجريبي في إطار التأكد من مدى الفعالية العملياتية للغواصتين. وقد تم تنفيذ الرمي بنجاح، حيث تم تدمير الأهداف البحرية بدقة عالية. وهو ما يعد نجاحا آخر وثمرة من ثمار التحكم الجيد للأطقم في مختلف الأسلحة والمعدات، ما يؤكد أيضا التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات البحرية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة. وحرص الفريق قايد صالح، في الأخير على تهنئة طاقم الغواصتين على تحكمهم الجيد في الأسلحة والمعدات ذات التكنولوجيات العالية، مشيدا بالجهود الكبرى التي بذلت من أجل تطوير قدرات القوات البحرية كمكون أساسي من مكونات قواتنا المسلّحة. وأوضح في هذا الصدد"أن إجراء التمارين الاختبارية هو من أنجع الطرق التي يتم من خلالها معاينة والحكم على مدى استيعاب برامج التحضير القتالي، ناهيك عن مدى متانة التكوين الملقن على أكثر من مستوى ومدى تكيّفه مع المهام الموكلة"، مشيرا إلى أنه "من أنجع السبل الموصلة إلى استيعاب متطلبات الاستغلال الأمثل للعتاد والتجهيزات العصرية الموجودة في الحوزة، هي سبل المداومة على تنفيذ برامج التحضير القتالي". وبعد دخول هاتين الغواصتين في الخدمة مع مطلع السنة الجارية، أوضح الفريق قايد صالح، أن "هذا التمرين يأتي تتويجا لمرحلة التكوين النظري والتطبيقي الذي تابعه الأطقم والذي مكنهم من استيعاب التكنولوجيات العصرية، وهضم متطلبات الاستغلال الأمثل لوسائل بحرية في غاية الإتقان والفعالية، من حيث دقة الأداء وجودته ومن حيث التحكم في التكنولوجيا المستعملة، وتلكم لبنة أخرى قوية من اللبنات الكثيرة التي ندعم بها اليوم أسطولنا البحري". وقال نائب وزير الدفاع الوطني إن هذه التكنولوجيات "ستسهم في إعلاء صرح قواتنا البحرية التي تمثل مكونا أساسيا من مكونات قوام المعركة لدينا، وأيضا ستسهم في إبراز الرؤية السديدة المتبنّاة في هذا الاتجاه الاستراتيجي والحيوي". وأوضح المتحدث أنه بفضل هذه الوتيرة" تمكن أسطولنا البحري في خلال سنوات قليلة، على غرار بقية القوات الأخرى، من حيازة كل عوامل القوة و العصرنة وامتلاك ناصية التكنولوجيات المتطورة بل والمعقّدة، وأضحى بذلك مثالا يقتدى به في مجال العمل المهني المحترف الجاد و المسؤول، وهو ما كفل ويكفل له التحكم الكامل والاستغلال الأمثل والعقلاني لمثل هذا السلاح البحري الإستراتيجي وغيره من الوسائل والتجهيزات المتطورة التي لها أهميتها القصوى، والمؤكدة في مجال تعزيز القوة البحرية وترسيخ حضور قواتنا البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط" .