حدد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أولوية العمل العربي المشترك في الوقت الراهن في تشجيع المصالحة العربية العربية والمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية والمساهمة بفاعلية في إعادة أعمار قطاع غزة. وذكر السيد مدلسي في حوار أدلى به أمس الجمعة لجريدة الشرق الأوسط الصادرة ببريطانيا أن الأهم بالنسبة للجزائر ولجميع الأمة العربية هو كيفية "تطبيق ما اتفق عليه القادة العرب" وأكد أن الجزائر مثل الدول العربية الأخرى "ستعمل جاهدة حتى تعطي مضموناً ملموساً" للأهداف المتوصل إليها في قمة الكويت وهي تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في الفضاءات العربية. وأضاف "نحن نرى أن من أولويات التنمية العربية في المرحلة الحالية إعادة إعمار غزة"، مشيرا الى المساهمات العربية في هذا الشأن مذكرا بأن الجزائر أعلنت على لسان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن مساهمة ب 200 مليون دولار. وكانت قمة الكويت الاقتصادية تبنت مقترح إنشاء صندوق تضامني لإعادة إعمار ما خربته آلة الحرب الإسرائيلية، حيث قدر حجم الخسائر بثلاثة ملايير دولار مباشرة وغير مباشرة. وقيّم وزير الخارجية الجزائري نتائج قمة الكويت ووصفها بالايجابية "كونها ساهمت في تحقيق مصالحة عربية عربية شاملة سوف تؤثر بالإيجاب على الوطن العربي كله، بما في ذلك الساحة الفلسطينية". وأشار من جهة اخرى إلى أن اتفاق الدول العربية على دعم التعاون الاقتصادي فيما بينها يعد إطارا يفتح المجال أكثر امام تحقيق نهضة تنموية واقتصادية. وعاد السيد مدلسي الى "كواليس" قمة الكويت، مشيرا إلى أن الخلاف بين الدول حول البيان الختامي كان بسبب عدم إشارة قمة الكويت الى القرارات المتخذة في اجتماع الدوحة. وحول كيفية اعتماد بيان الدوحة باعتبار أن ذلك اللقاء شاركت فيه دول غير عربية في إشارة الى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ومسؤولين أتراك، أوضح السيد مدلسي ان مشاركة هؤلاء اقتصرت على الجلسة الافتتاحية وأن النقاش بين القادة العرب دار في جلسة مغلقة دون مشاركة الضيوف، واعتبر انه من حق القادة العرب الدعوة الى عقد قمم مصغرة لاتخاذ قرارات تماما كما حدث قبل اقل من سنتين عندما انعقدت قمة بطرابلس الليبية جمعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والرئيس المصري حسني مبارك وقائد الثورة الليبية معمر القذافي. وخلص السيد مدلسي الى التأكيد على أن قمة الكويت اعتمدت اغلب النقاط الواردة في بيان الدوحة باستثناء موضوع المبادرة العربية وقطع العلاقات مع إسرائيل.