كلّف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي بتمثيله في الدورة ال21 لمؤتمر الاتحاد العربي المقرر عقدها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين بالعاصمة القطرية الدوحة. وذكر بيان لوزارة الخارجية أمس تلقت "المساء" نسخة منه أن القمة ستعكف على دراسة ملفات ذات أولوية في الوقت الراهن بالنسبة للشأن العربي منها تنقية الأجواء العربية، وتحقيق المصالحة العربية العربية، وتنسيق المواقف حول ملفات منها القضية الفلسطينية والحوار الداخلي بين الفصائل، ومستجدات الصراع العربي الإسرائيلي وقضية دارفور ومذكرة اعتقال الرئيس السوداني السيد عمر حسن البشير. وفي هذا السياق أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس أن الجزائر تبذل مجهودات كبيرة من أجل الدفع بالمصالحة العربية العربية إلى الأمام وبذلك التوصل إلى بلورة مواقف عربية قوية حيال العديد من التحديات التي تواجه المنطقة. وأوضح في حوار أدلى به للقناة الأولى للإذاعة الوطنية أن نشاطا مكثفا تقوده الجزائر في سبيل إذابة الجليد المتراكم في العلاقات العربية العربية، وفتح المجال أمام تنسيق المواقف والجهود للخروج بنظرة مشتركة يتقاسمها الجميع وبإمكانها تقوية الموقف العربي في المحافل الدولية وإنهاء حالة التشتت التي أثرت كثيرا على قدرات الأمة العربية في مواجهة التحديات. وشارك السيد مدلسي في الدوحة في اجتماع لوزراء الخارجية لتحضير الملفات التي تعرض على القمة للنظر فيها والمصادقة عليها. وقال الوزير إن هناك العديد من الملفات الثقيلة على غرار الملف السوداني والصومالي والقضية الفلسطينية مطروحة أمام قمة القادة العرب، وأضاف أن الدورة ستحلل كل المواضيع والملفات الهامة للوصول إلى قرار موحد وتوافقي يكون في مستوى التحديات التي أصبحت تفرض ضرورة وجود إجماع عربي يتماشى مع حجم الملفات المطروحة عربيا وإقليما ودوليا. واعتبر موضوع المصالحة العربية من بين أهم المحاور التي نالت اهتماما من طرف وزراء الخارجية في اجتماعاتهم التي انطلقت أول أمس، حيث ركزوا على ضرورة تنقية الأجواء مؤكد أن الأهم هو "أن يتوصل العرب إلى ترك خلافاتهم جانبا عندما يتعلق الأمر بتحديات تخص مستقبل الأمة ككل". وحول القضية الفلسطينية أكد أن الجزائر جددت موقفها الرافض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني إلى حين تمكين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة وبناء دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كل اللاجئين، وأوضح أن الجزائر لم تطالب بتجميد المبادرة العربية للسلام خاصة بعد التطورات المهمة الطارئة على الساحة في الأشهر الماضية بعد أن رحبت الإدارة الأمريكيةالجديدة بها، وحظيت بقبول من طرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والعديد من الدول الأوروبية. وذكر بأن المبادرة العربية أصبحت مرجعا مركزيا تتم العودة إليه في البحث عن أي حل للنزاع في الشرق الأوسط، وهذا ما دفع بالجزائر إلى العمل مع الدول العربية "لبلورة موقف موحد للترويج لها ودعمها وجعلها مقبولة من الطرف الثاني في الصراع". ولدى تطرقه إلى أزمة دارفور، وبعد أن جدد رفض الجزائر لمذكرة توقيف الرئيس السوداني أشار الوزير إلى أن الدول العربية تتفق حول ضرورة ضمان الوحدة الترابية للسودان، والعمل على إلغاء أو تجميد المذكرة الصادرة من المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، وشدد السيد مدلسي بخصوص هذا الموضوع على "أن الأهم ليس في تثبيت هذا الإجماع ولكن في كيفية تجسيد الأهداف المسطرة". وذكر في هذا السياق باللجنة العربية التي تتحرك على مستوى الهيئات الدولية لإلغاء المذكرة أو تجميدها. وسئل رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن العمل المغاربي المشترك فقال إن الاجتماع التشاوري الذي شارك فيه وزراء خارجية الاتحاد المغاربي سمح بتناول الملفات "الثقيلة المطروحة في الساحة العربية وخاصة منها قضية فلسطين والسودان والصومال بالأخص" مضيفا "لقد توصلنا إلى وجهات نظر مشتركة بخصوص القضايا المذكورة". وفي المجال المغاربي أوضح الوزير أنه تم التطرق لمشروع إنشاء بنك مغاربي معربا في هذا السياق عن رغبة جميع الأطراف في تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع. وينتظر أن تتناول القمة العربية موضوع تعزيز العلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية والدولية مثل التعاون العربي الإفريقي والتعاون العربي الأوروبي والتعاون العربي مع دول أمريكا الجنوبية ومع الصين. وحول مستوى التمثيل في القمة توقع السيد هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تكون المشاركة كاملة، ولكن مستوى التمثيل على مستوى القادة لن يكون شاملا كما جرت العادة في القمم السابقة، مضيفا أنه سيكون طيبا ومكثفا.