* email * facebook * twitter * linkedin شهدت مختلف المدن المصرية ليلة الجمعة إلى السبت خروج مئات المتظاهرين في مسيرات احتجاجية للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل نظامه الذي اتهموه بالتسلط عبر فرض حكم العسكر من جديد على الشعب المصري. وشهدت القاهرة ومدن مصرية أخرى حالة استنفار أمني بعد هذه المظاهرات المفاجئة، شن خلالها عناصر مختلف أجهزة الأمن المصرية حملة اعتقالات واسعة في أوساط المتظاهرين وضع الكثير منهم رهن الحبس بتهمة التظاهر الممنوع. وبدون سابق إنذار، شهدت المدن المصرية خروج المتظاهرين مباشرة بعد انتهاء مقابلة الكأس الممتازة بين فريقي الأهلي والزمالك رافعين شعارات مناوئة لنظام الرئيس المصري طالبوه بالرحيل رغم حالة الطوارئ وقانون منع المسيرات المصادق عليه منذ سنة 2013 تاريخ وصول الرئيس السيسي إلى سدة الحكم في مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي. واتهم المتظاهرون السلطات المصرية بانتهاج سياسة تضييق وخنق ضد مناضلي أحزاب المعارضة والإسلاميين ونشطاء المجتمع المدني وحتى أصحاب المدونات على مواقع التواصل الاجتماعي. واندلعت المسيرات الاحتجاجية في مدن القاهرة والإسكندرية ودمياط والمحلة والسويس في أكبر موجة احتجاج تعرفها مصر منذ تولي الرئيس المصري مقاليد السلطة في القاهرة قبل ست سنوات. وذكرت مصادر أمنية مصرية إلقاء القبض على 74 متظاهرا ليلة الجمعة إلى السبت في وقت كثف فيه عناصر الشرطة بالزي المدنى دورياتهم الليلية في شوارع مدينة القاهرة لمنع أي تجمعات في أحيائها. ولجأت تعزيزات قوات الشرطة ومكافحة الشغب إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع ضد تجمع في ساحة التحرير في قلب العاصمة القاهرة والتي شكلت لعدة شهور سنة 2011 رمز الاحتجاج في وجه نظام الرئيس المصري المطاح به محمد حسني مبارك. وحسب مصادر مصرية، فإن اندلاع المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس السيسي جاءت على خلفية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي طالب خلالها مستعملوها بتلبية نداء رجل الأعمال المصري محمد علي المقيم في المنفى والذي حث المصريين على الخروج في مسيرات احتجاجية للتعبير عن رفضهم لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وطالب رجل الأعمال اللاجئ في إسبانيا عبر أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بالإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اتهمه بتعاطي الرشوة. وهي التهم التي نفاها هذا الأخير يوم 14 سبتمبر الجاري أمام المشاركين في منتدى الشباب المصري بمدينة القاهرة وقال إنها «مجرد أكاذيب هدفها تثبيط عزيمة وإرادة المصريين وإفقادهم كل أمل وثقة في أنفسهم». كما قال الرئيس السيسي لقادة الجيش المصري، متحدثا عن نفسه «ابنكم شريف ووفي» لتعهداته، في نفس الوقت الذي حذر فيه من مخاطر المظاهرات الشعبية، حيث انتقد تلك التي شهدتها مصر سنة 2011 وقال إن مصر مازالت تدفع ثمنا غاليا بسببها. يذكر أن هذه المظاهرات اندلعت في نفس اليوم الذي توجه فيه الرئيس المصري إلى مدينة نيويورك حيث من المنتظر أن يشارك في مراسم افتتاح أشغال الجمعية العامة الأممية في دورتها الرابعة والسبعين وإلقاء خطاب أمام المشاركين.