* email * facebook * twitter * linkedin أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة حسن رابحي، أمس، أن المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر، ستكون "صفعة أخرى يلقن فيها الشعب الجزائري أعداء الأمة والعالم أجمع درسا في الوفاء لعهد الشهداء والإخلاص للوطن"، موضحا أنه "لا الأصوات الضالة والمأجورة ولا وقاحة الحالمين بالوصاية على شعب سيّد أبي وعظيم، قادرة على التشويش على قرارات الجزائريين أو عرقلة خطاهم الثابتة والموحدة للتكفل بشؤونهم وصناعة غدهم المأمول". وذكر السيد رابحي، في كلمة له خلال زيارته لولاية سطيف، التي أشرف خلالها على وضع حيز الخدمة محطة جهوية للتلفزيون أنه "قبل أيام قلائل من موعد توجه الشعب لصناديق الاقتراع من أجل اختيار رئيسه بكل ديمقراطية وشفافية، هب الشعب قبل هذا الموعد الحاسم عن بكرة أبيه وعبر كافة أرجاء الوطن المفدى في مظاهرات حاشدة ومسيرات عارمة منددا بكل قوة ووضوح بمحاولة الاتحاد الأوروبي البائسة للتدخل في شؤون الجزائر الداخلية والتأثير على المسارات الديمقراطية التي تنتهجها. وبعد أن ذكر ب"تزايد متانة العروة الوثقى بين الشعب الجزائري وجيشه على مر الزمان" أكد السيد رابحي، أن "ذلك يتجلى على الخصوص كلما اقتضت الظروف توحيد الصفوف لنصرة خيارات الوطن، وللتصدي بصرامة لمحاولات التدخل السافر في شؤوننا وعرقلة مسار بناء العهد الجديد بأصوات وسواعد الجزائريين المخلصين الأحرار". وفي هذا السياق أبرز الوزير، أن "الأقنعة تسقط تباعا وتعري مواقف من يزعجهم التلاحم الفطري بين الشعب وجيشه الوطني الشعبي، الذي وفى بالتزامه في ضمان السند اللامشروط والمرافقة اللازمة لتجسيد قرارات الشعب وخياراته". وعلى صعيد آخر أشار السيد رابحي، إلى أن زيارته إلى ولاية سطيف "تأتي للوقوف على ما تكتنزه من معالم حضارية وثقافية، إلى جانب فتح محطة جهوية للتلفزيون بالولاية، ستكون لا محالة منبرا إعلاميا هاما ضمن الشبكة الوطنية للسمعي البصري، وإضافة نوعية في إطار المسعى القاضي بتعزيز الإعلام الجواري وتسخيره لمرافقة الجهد التنموي المحلي". وبعد أن أشار إلى أن الزائر لولاية سطيف "ينبهر من أول وهلة بالديناميكية الهائلة التي تعرفها الولاية في مختلف مجالات الحياة، على غرار الفلاحة والصناعة والعلوم والعمران"، ذكر بأن ولاية سطيف "ولدت من رحم التاريخ وتستند إلى عمق حضاري دلت آخر الاكتشافات التي تعود إلى الإنسان البدائي بمنطقة عين لحنش، على أنها من أقدم مدن العالم إن لم تكن أقدمها". كما يزخر امتداد هذه الولاية الإنساني يضيف الوزير ب"شواهد وقلاع أثرية ترصع وجهها المشرق وتؤرخ للحضارات المتعاقبة التي مرت من هنا، وليس أدل على ذلك من مدينة جميلة الأثرية المصنّفة ضمن مواقع التراث العالمي". وقال إنه "بفضل الديناميكية الحثيثة المسجلة في مختلف المجالات أصبحت سطيف أحد أبرز المراكز الاقتصادية في الجزائر، بل وفي إفريقيا برمتها جراء ما أنشأته من مناطق صناعية وتجارية عديدة ومن مؤسسات علمية وهياكل قاعدية تتراوح بين المطارات والجامعات والسدود"، مضيفا أن "الولاية التي يعبرها الطريق السريع شرق غرب قادرة على تحقيق المعجزات والمزيد من المكاسب في ظل برنامج الحكومة المخصص لدعم مناطق الهضاب العليا والجنوب، وبفضل ما تتوفر عليه من مؤهلات قل أن تجتمع في ولاية واحدة". وخلص الوزير، إلى التذكير ب"التضحيات الكبيرة التي قدمتها الولاية خلال الثورة التحريرية وقبلها من خلال مظاهرات 8 ماي 1945، رفقة مدن أخرى من أجل بناء وطن عصي على الأعداء أيا كانوا". المصلحة العليا للبلاد تكمن في إحقاق الموعد الإنتخابي وأكد وزير الاتصال، أن المصلحة العليا للبلاد "تكمن اليوم في إحقاق الموعد الإنتخابي المقبل، وهو الموعد الذي سيأتي بثماره ويجنيها كل الشعب الجزائري". ودعا السيد رابحي خلال تفقد منشآت تابعة لقطاعه إلى "الموعظة الحسنة التي تكمن في التناصح فيما بين الشعب بما يتوافق مع المصلحة العليا للبلاد". ووجه الوزير بالمناسبة دعوته إلى جميع الصحفيين العاملين في مختلف وسائل الإعلام إلى "مواصلة تأدية مهامهم وواجبهم اعتبارا أن الكلمة النصوحة والخبر الصادق والاحتكام في عملهم بما تم إقراره فيما بين السلطة الوطنية المستقلة للإنتخابات والمترشحين ذاتهم". وأضاف بأن المسعى هو "أن يفوز من بين المترشحين الخمسة من هو في مستوى تأدية الواجب وتمكين البلاد من حكومة ذات كفاءة عالية تضطلع بمسؤولياتها بما يخدم مصلحة كل الجزائريين المحبين لهذا الوطن والملتزمين والشغوفين بمستقبل واعد". وأضاف السيد رابحي بأن هذا المسعى سيتحقق وأن "الجزائر سوف تخرج منتصرة مثلما خرج آباؤنا وأجدادنا منتصرين على المستعمر الفرنسي". وقال رابحي إن تدشين المحطة التلفزيونية الجديدة التي ستغطي 4 ولايات بشرق البلاد هي سطيف والمسيلة وبرج بوعريريج وبجاية، تندرج "ضمن سياسة الحكومة الهادفة إلى تعزيز الإعلام الجواري وتمكين كل مناطق البلاد من جميع الإمكانات والوسائل لإشعاع مكنونها الثقافي والحضاري وكذا نشاطها الاقتصادي والتجاري". وتفقد الوزير في ختام زيارته المتحف الوطني العمومي بمدينة سطيف، حيث نوه بالجهود المبذولة في سبيل تطوير هذا الصرح الثقافي الذي يتوفر على خزائن تراثية هامة، معتبرا هذا المتحف "مرجعيا" خاصة بالنسبة لتلك المتاحف التي أقيمت بعد الاستقلال أو التي تفكر الوزارة الوصية في إنجازها في المستقبل. تسخير جميع الاعتمادات لتعزيز قدرات وسائل الإعلام أكد وزير الاتصال أن الدولة سخرت جميع الاعتمادات لتعزيز قدرات وسائل الإعلام. وأوضح رابحي لدى زيارته لمقر الإذاعة الوطنية بسطيف أن الدولة سخرت جميع الاعتمادات ذات الصلة لتعزيز قدرات وسائل الإعلام الصوتية والمرئية والمكتوبة وذلك بهدف "استخدام ما توفره تكنولوجيات العصر وضمان برنامج إعلامي جاد يتوافق والإرادة السياسية التي من شأنها ضمان المعلومة الصادقة التي تثقف وتوجه المجتمع". وأشاد حسان رابحي بالمجهودات المبذولة لإيصال الخبر ونقل المعلومة وتنوير الرأي العام وذلك في جميع محطات هذا المنبر الإعلامي عبر كافة ربوع الوطن. من جهة أخرى، وبمسجد العتيق حيث كانت للوزير وقفة مع بعض أئمة المدينة، استمع كذلك إلى نبذة تاريخية حول هذا المسجد الأثري التاريخي و إلى رأي الأئمة المطالب بمساندة مؤسسات الدولة (المؤسسة العسكرية) ووحدة الوطن وأمانة الشهداء وهناك نوه السيد رابحي بالكلمة التي اعتاد أئمة الجزائر إلقاؤها في مختلف منابر المساجد وفي مختلف المحطات التي تمر بها البلاد. وبعد شكره للأئمة على "مواقفهم الطيبة ورسائلهم الفاضلة في خدمة المجتمع والبلاد"، أكد الوزير بأن "الدولة لها مسؤولية الاهتمام والاعتناء وتقديم يد المساعدة والدعم لكل هذه المعالم الأثرية والثقافية (مسجد العتيق) لأنها شهادة عينية على ما تتوفر عليه الجزائر من حضارة وعمق تاريخي" لذلك سيتم، كما أضاف، التنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لبحث موضوع ترميم هذا المسجد وخاصة منارته.