* email * facebook * twitter * linkedin جرت مراسيم حفل تسليم جوائز آسيا جبار للرواية، مساء أول أمس الخميس بقصر الثقافة مفدي زكريا في الجزائر العاصمة، وسط حضور عدد من الناشرين الجزائريين وفاعلين في مجال النشر وروائيين ووزراء. وتميز الحفل بغياب المتوجين الثلاثة بالجائزة التي عادت في فئة الرواية باللغة العربية، للمؤلف خيري بلخير عن كتابه "نبوءات رايكا" عن دار الخيال للنشر. وفي فئة اللغة الأمازيغية فاز الكاتب جمال لعصب بروايته "نّا إنّي" لمنشورات امتداد. أما ليندا شويتن فقد حازت على الجائزة في فئة اللغة الفرنسية عن روايتها "رقصة الفالس" الصادرة عن دار القصبة للنشر. تنظم هذه الجائزة كل من وزارة الاتصال ووزارة الثقافة عبر مؤسستين، هما المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار، والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، والدورة الخامسة لجائزة آسيا جبار عرفت مشاركة زهاء 95 عملا روائيا. وأشرف على مراسم الحفل حسن رابحي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة. وفي كلمته قال إن آسيا جبار تعود في هذه الدورة كما الدورات السابقة، لتذكّر بقيمة الأدب، ودور الرواية في فهم الحياة وتشكيل الوجدان الجمعي الكفيل بممارسة التأثير الإيجابي في المجتمع. وأضاف أن هذه القامة الفارهة ساهمت في عالم الأدب بقلمها الذكي والجميل لمحاكاة شأن بلدها بحبّ ووفاء، وللدفاع عن قضايا الإنسان، وفي طليعتها حق شعبها في الانعتاق من المحتل الوحشي. وجائزة آسيا جبار للرواية هي امتداد لوجودها المتميز عبر الأقلام المتعاقبة. ودعا الأدباء الجزائريين ولاسيما الشباب منهم، للإقلاع عبر الرواية وكافة أصناف الرواية والفنون، نحو العالمية، لتكون إبداعاتهم هوية وطن، ووجها مشرقا بين الأمم، ولتكون جائزة آسيا جبار تأشيرة نحو عوالم التألق والتميز. وبهذه المناسبة اغتنم الوزير الفرصة ليقول إن الجزائر على موعد وشيك لتدشين عهد جديد من الأمل والتطور في كنف الأخوة والديمقراطية الحقة التي ستؤسس لها الانتخابات الرئاسية القادمة. ورغم أهميتها القصوى فإن المكسب الأساس في هذا الظرف الاستثنائي يتمثل في عدم انكسار شعب، واستعادة ثقته في مؤسسات الجمهورية التي بقيت واقفة وفعالة في كل الأحوال. ومن جهته، أكد منير حمايدية المدير العام للمؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، أن هذه الجائزة تُعد من أهم المحافل التي تُعنى بالأدب الجزائري والرقي به إلى المستوى العالمي؛ من خلال مكافأة أحسن الأعمال الأدبية التي تتميز بالإبداع شكلا ومضمونا. لقاء اليوم هو لتكريم أفضل المؤلفين لهذا العام؛ من خلال اختيار أحسن رواية جزائرية باللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية وباللغة الفرنسية. كما دعا الناشرين إلى العمل سويا لإيجاد حلول مشركة لرفع تحدي مواجهة الصعاب التي تواجههم؛ من خلال تشجيع طباعة الكتاب بكل الوسائل، وهذا الأمر يعود في المقام الأول، إلى ممتهني الكتب وإلى السلطات العمومية؛ في عمل متضافر استعجالي لا بد منه. وحيّا بعض الناشرين الذين يساهمون في ترقية الكتاب بطرقهم الخاصة، بما في ذلك التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، الذي من شأنه الدفع بالاقتصاد الوطني. وكشف المتحدث أن جائزة آسيا جبار ستعرف تصميما جديدا في الدورات القادمة لا يمكن الكشف عنه الآن، ولكن سيتم ذلك لاحقا؛ بهدف الذهاب إلى مزيد من الإبداع، والانفتاح على آفاق جديدة مع إيلاء اهتمام خاص بالشبيبة والطفولة. أما حميدو مسعودي الرئيس المدير العام لمؤسسة الفنون المطبعية، فأكد أن الجائزة خلقت نوعا من التنافس بين الروائيين الجزائريين؛ بإصدار مجموعة من الكتب في كل عام، تلقى صدى على المستوى الوطني، وعلى المستويين العربي والدولي. وكشف أن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ستشرع في ترجمة أعمال آسيا جبار إلى اللغة العربية. وفي البدء تم إصدار عن المؤسسة رواية "الحبّ والفانتازيا"، وسيصدر لاحقا "أبيض الجزائر"، و«شافع هذا السجن" وأعمال أخرى، كما تم ذلك مع أعمال كاتب ياسين إلى اللغة العربية. وذكر أن هناك مشروعا لترجمة كل هذه الأعمال إلى الأمازيغية بالتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية. وقال إنه سيعمل إلى جانب المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، لإيجاد صيغة جديدة للجائزة وتوقيت آخر لها، حتى تكون الروايات المتوجة متوفرة وحاضرة في الصالون الدولي للكتاب في دورته القادمة. ومن جهتها، أفادت عائشة كسول رئيسة لجنة التحكيم، بأنها لمست وباقي أعضاء اللجنة من خلال 95 رواية مشاركة، اتساع حجم مخيال الروائي الجزائري، ولكنها كشفت أيضا أن بعض الروايات لم يتمكنوا من قراءة صفحاتها الثلاث الأولى، بل ولم يمكنهم الذهاب أبعد من ذلك؛ لأنها مكتوبة بشكل سيئ وتضم أخطاء، وهو أول معيار لاختيار الفائز. وأعازت أن العديد من الناشرين لا ينتبهون لمضمون هذه المراجع. وأضافت أن نصوصا جميلة سقطت من قائمة اختيارات اللجنة بسبب جهل الناشرين تقديم منتوج جيد من حيث الشكل، بحيث يجب أن يكون جميلا وملفتا، غير أنها ثمّنت بعض دور النشر التي تطورت في أدائها مقارنة بالعام الماضي، مؤكدة أن هناك عملا متواصلا ينتظرهم.