أشارت مجلة الجيش في عددها الأخير، الاهتمامات الجديدة التي تفرضها التوجهات البارزة على تطور العلاقات الدولية لاسيما منها عودة العالم من جديد إلى سياق الحرب الباردة. في هذا الصدد، ترى افتتاحية الجيش أن تزايد حصة البحث والتطوير مع التوجه نحو مشاريع مشتركة في إطار ثنائي أو متعدد الأطراف من شأنه أن يتيح منفعة مزدوجة بحيث يسمح بتقسيم تكاليف البحث والإنتاج، مثلما يسمح بضمان التبادل العملياتي للتجهيزات باعتباره عاملا ضروريا لتفعيل كل قوة متعددة الجنسيات. وتعتقد لسان "الجيش" أن الأزمة المالية الحالية لم تؤثر على السباق الجامح نحو التسلح بسبب العودة الجديدة للحرب الباردة الناتجة عن تناقض المصالح الاستراتيجية، الشيء الذي يفسر اتجاه القسط الأكبر من برامج التسلح إلى اقتناء وسائل عسكرية فعالة لنشر القوات والجيوش، إضافة إلى إيلاء أهمية بالغة لإقامة قواعد عسكرية جديدة خارج مناطق مسؤولياتها التقليدية. وتبرز افتتاحية "الجيش"، أنه رغم هذه التوجهات التي تطبع السياسة الدولية، فإن انشغالات الدفاع تبقى مشتركة بين مجمل الفاعلين الدوليين، مما يعطي دفعا جديدا للصناعة العسكرية العالمية. وفي خضم هذه التوجهات تساءلت "الجيش" عن إمكانية صحوة ضمير المجتمع الدولي التي من شأنها أن تواجه بشكل جماعي وبكل مسؤولية التحديات الجديدة التي يعرفها العالم لاسيما بخصوص عمليات إصلاح النظام الأممي التي تم الإعلان عنها، التطبيق العادل للقانون الدولي بما فيه حق الشعوب في تقرير مصيرها، ووضع ميثاق يتعلق بالإرهاب العابر للحدود وترقية ميكانيزمات مجددة للتعاون شمال - جنوب وحل المشاكل المرتبطة بالتغيرات المناخية. كما توقفت المجلة عند موضوع القرصنة معتبرة هذه الظاهرة الخطيرة في اتساع ولا تستبعد إنشاء قوة متعددة الجنسيات بهدف حماية التجارة البحرية مادام الموضوع يهم غالبية بلدان العالم التي تعتمد اقتصادها وتجارتها في معظمها على الفضاء البحري، بل أن مكافحة هذه الظاهرة أصبحت تحظى بمكانة في إطار الشراكات الحالية. من جهة أخرى، احتوت المجلة على مواضيع عدة مثل الأمير عبد القادر وريادته للقانون الدولي الإنساني، وتأكيد الجزائر لالتزاماتها بشأن اتفاقية أوتاوا، إضافة الى التحدي التكنولوجي في الحروب من خلال موضوع التكنولوجيات الجديدة للإعلام.