طرحت قيادة الجيش، إشكالية التسابق نحو التسلح والتوازنات في ظل عودة العالم الى سياق الحرب الباردة بالقول "إن الطريق بات مفتوحا أمام التحالفات ومن ثم سباق جامح نحو التسلح" باستخدام أسلحة تستخدم تكنولوجيا فريدة تعطيها درجة عالية من الدقة لكنها تلفت الانتباه أيضا إلى أن هذه الأسلحة تتمتع بقدرات تدميرية أكيدة، وتحدثت قيادة الجيش الشعبي الوطني، عن بروز قوى عسكرية جديدة صاعدة "تبدي طموحات كبيرة في التسلح واستعمال الفضاء لأغراض عسكرية". * وجاء في افتتاحية مجلة "الجيش" الصادرة عن الجيش الشعبي الوطني في عددها الأخير، أن "العالم عاد من جديد الى سياق الحرب الباردة بعد أن أظهرت المقاربات الأحادية محدوديتها"، وذلك انطلاقا من التناقضات في المصالح الإستراتيجية، وحرصت على القول إن برامج التسليح الجارية "التي يبدو أن تجسيدها لم تأثر بتداعيات الأزمة المالية الحالية" يتجه القسط الأكبر منها نحو اقتناء وسائل عسكرية فعالة لنشر القوات والجيوش. * وأضافت الافتتاحية أن الأحداث التي شهدها العالم العام الماضي "تعزز التوجهات البارزة التي يبدو أنها تتحكم في تطور العلاقات الدولية"، ولم تغفل الحديث عن القواعد العسكرية التي تسعى لإقامتها قوى "تتمتع بمسؤولية دولية تولي أهمية بالغة لها"، وذلك لإقامتها خارج مناطق مسؤولياتها التقليدية لتصل الافتتاحية الى القول "إن ذلك يعطي بطبيعة الحال لكل واحدة من هذه القوى قدرات المناورة والتحرك والردع ترقبا لأي تقسيم محتمل للمسؤوليات في العالم". * وقالت افتتاحية الجيش إن الدفاع في ظل هذا السياق المتميز باللاأمن والشك "يبقى انشغالات مشتركة بين مجمل الفاعلين الدوليين"، وهو ما يعطي على صعيد آخر دفعا جديدا للصناعة العسكرية العالمية، وتتساءل "الجيش" في الخير بحلول السنة الجديدة "هل يوجد أمل في صحوة ضمير المجتمع الدولي التي يمكن من شأنها أن تواجه بشكل جماعي وبكل مسؤولية التحديات الجديدة التي يعرفها العالم؟"، وبعد عرض مختلف الإصلاحات وبرامج التعاون منها ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، جددت قيادة الجيش الشعبي الوطني وقوفها الدائم مع القضايا العادلة في العالم بالقول "بالنسبة لسنة 2009، نأمل ونتمنى أن نرى بلدنا وهو يتمتع بمزيد من الإزدهار والوحدة والوقوف دوما مع القضايا العادلة في العالم". * وتناولت مجلة "الجيش" جملة من المواضيع أهمها مساهمة الجيش الوطني الشعبي في مكافحة البطالة في أوساط الشباب من خلال ضمان التكوين المهني تحت عنوان "مجال وفرص"، حيث أكد الموضوع أن التأهيل في ميدان معين "فرصة يتيحها الجيش للشباب حتى يمكنهم من الخدمة الفعالة ضمن صفوفه ويسهل إدماجهم في الحياة المدنية عند نهاية الخدمة". * وبلغة الأرقام، تم تكوين حوالي 300 متربص حسب احتياجات مختلف مدارس والوحدات العسكرية في عدة اختصاصات منها الحلاقة، القصابة، الإسكافة والطبخ، وعلم أن المديرية المركزية للمعتمدية بالتعاون مع وزارة التكوين المهني أدرجت خلال السنة التكوينية سنتي 2008 / 2009، اختصاصات أخرى مثل الحلاقة، الإسكافة، تضريب الأقمشة، تنظيف الألبسة والخياطة، وحددت مدة التكوين ب18 شهرا مع تحديد الشروط، وتم تكوين 70 ألف شاب جزائري في مختلف الإختصاصات منذ إنشاء مركز التكوين التقني للمعتمدية في جانفي 1980