الذخيرة العربية مشروع أمضى فيه عالم اللسانيات الجزائري، عبد الرحمان الحاج صالح، جهدا كبيرا من وقته وفكره من أجل أن يراه حيا يزود هذه الأمة بجميع أنواع المعارف والعلوم والفتوحات العلمية التي تتحقق على المستوى العالمي، إضافة إلى الانجازات العلمية والفكرية التي أنجزتها الحضارة العربية الإسلامية على مدار 14قرنا من الزمن. العلامة عبد الرحمان الحاج صالح، هاله التأخر الذي تعاني منه أمتنا العربية في استخدام التكنولوجيات الحديثة واستثمار الحاسوبات في إنشاء بنك آلي أومحوسب من النصوص القديمة والحديثة يشتمل على التراث الثقافي والعلمي العربي والمنقول إلى العربية، ولهذا كرس له من جهده وطاقته، وطرق كل الأبواب لينبه إلى أهمية المشروع باعتباره إذا تحقق يكون مؤسسا استراتيجيا لبناء نهضة وحضارة عربية على قواعد علمية متينة. يقول الدكتور الحاج عبد الرحمان صالح في تعريفه بمشروع الذخيرة أوالإنترنيت العربي: "نحن نريد أن نبحث عن المعلومات العلمية والتكنولوجية والدينية، المعلومات التي لها قيمة، والتي يصعب على الناس الوصول إليها في الحين، الذخيرة موجهة من الصبي إلى العالم، إلى السياسي إلى كل طبقات الأمة"، ويسجل سبب طرحه لفكرة هذا المشروع قائلا: "لاحظت أن كتابا واحدا ترجم وصار هو المرجع الوحيد للسانيين العرب مدة 40 سنة"، ويرى العلامة عبد الرحمان الحاج صالح أن تأخر العرب هو عدم وصول المعلومات لكافة الشعب لأن في الشعب أشخاص لهم مواهب عظيمة وليس لهم الإمكانيات لتنمية هذا الذكاء فلشمولية تعميم المعرفة يرتقي الشعب، ونحن في عصر المشافهة، ولهذا أدعوا الحكومات العربية أن تكون مسؤولة عن هذا يقول الحاج صالح. أما الفائدة التي نحصل عليها من الذخيرة -حسبه- فهي متعددة منها: أن المعاجم الحالية التي تخص اللغة العربية والمحررة في البلدان العربية تعتمد أساسا على المعاجم القديمة، أما الذخيرة، كمجموعة نصوص، فميزتها الأساسية أنها تخص اللغة المستعملة بالفعل من أقدم العصور إلى زمننا هذا، ومن جهة أخرى سيكون تحت تصرف أي باحث كل المعطيات التي تهمه ويمكن أن يتحصل في الحين على كل الألفاظ التي يطلبها في قائمة شاملة تغطي كل المجال المفهومي الذي يختاره، أما أنواع الأعمال فقد تم تحديدها في حيازة نصوص في ذاكرة الحاسوب وفي موقع الإنترنيت، وترجمة نصوص علمية إلى العربية، وكذا ترجمة بعض الكتب العلمية أوعدة موسوعات متخصصة صغيرة الحجم، النصوص التي ستدخل في الذخيرة، نصوص من التراث العربي ومن الإنتاج العلمي والأدبي العربي الحديث ومن الحياة العامة، بالإضافة إلى نصوص للتعريف بأحدث التطورات العلمية، كما تشمل الذخيرة العصر القديم والعصر الحديث ونصوص دراسية وموسوعية كالمعاجم وهذه تنضوي تحت لجان، كلجان التنسيق والمتابعة لجنة التراث، لجنة الترجمة للبحوث العلمية، لجنة الحاسوبيات، لجنة النصوص الإعلامية. مشروع الذخيرة العربية هاهو ينتقل من التفكير إلى التجسيد والانجاز بعد أن أصبح مؤسسة قائمة بذاتها من مؤسسات الجامعة العربية.