انتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، المعارضة والمقاطعين للرئاسيات القادمة بمحاولة فرض شروط تعجيزية وغير ديمقراطية نظير مشاركتهم في الاستحقاق الرئاسي القادم، مبديا تفاؤلا بفوز المرشح عبد العزيز بوتفليقة في موعد التاسع افريل القادم. لم يكتف الأمين العام للآفلان لدى ترأسه أول أمس، الخميس، بالمركز الثقافي للابيار بالعاصمة للقاء محافظي ولايات الوسط بإعطاء توجيهات خاصة بسير عملية التكوين السياسي للمناضلين في سياق ترسيخ العمل النضالي في صفوف الحزب، بل كانت الفرصة مناسبة له لتسويق خطاب له ارتباط مباشر بالاستحقاق الرئاسي القادم، ووجه في السياق سلسلة من الانتقادات الى المقاطعين والمطالبين بانسحاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من السباق مقابل خوضهم المعترك، واتهمهم بحمل أفكار إقصائية لا تمت الى الديمقراطية بأية صلة. وقال السيد بلخادم" أولئك الذين يضعون شروطا ومقاربات تعجيزية لخوض الانتخابات وينادون الى إخراج مرشح حتى يشاركوا في السباق الانتخابي مخطئون لأن الشعب هو من يوصل أي مرشح الى الرئاسة وهو من يسقطه، ومن يراهن على أوراق أخرى فهو مخطئ في حساباته". وأضاف" يقولون أن الفوز أكيد لمرشحنا قبل أن تجرى الانتخابات، ونحن نقول لهم سيكون ذلك إن شاء الله لان مرشحنا سيدخل المعترك الرئاسي بمنجزات وحصيل". ونفى الأمين العام للافلان من جهة أخرى أن تكون "الانتخابات مغلقة" واعتبر المطالبة بعدم تزوير الانتخابات أمرا طبيعيا لكنه اشترط على المشككين بنزاهة الانتخابات بممارسة حقهم في مراقبة العملية عبر تعيين مراقبين يتابعون مسار الاقتراع منذ بدايته الى غاية الكشف عن النتائج، وأكد انه "من يريد ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات يتعين عليه خوض الانتخابات حتى يساهم بنفسه في مراقبة جميع أطوار العملية عبر شبكة من المراقبين يتم تعيينهم". وقدّم السيد بلخادم، الذي يشغل حاليا منصب الرئيس الدوري للتحالف الرئاسي حصيلة ايجابية عن العشر سنوات من حكم الرئيس بوتفليقة، وعدد جملة من المشاريع والبنى التحتية التي تم تجسيدها في قطاعات الأشغال العمومية والطرقات والمياه وتوجيه الجهود نحو خلق ثروة بديلة للبترول. وعاد من جهة أخرى الى موضوع الحفاظ على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري وبالخصوص إرث الثورة التحريرية ودعا الى الدفاع عنها من الهجمات الداخلية والخارجية، وجدد في السياق مطالبة فرنسا الاعتراف بجرائمها المقترفة في حق الشعب الجزائري، وشدد على ضرورة جعل مطالبة فرنسا بالاعتراف "ثقافة" تترسخ في فكر كل الجزائريين حتى تتحقق "لأنه لا يمكن ربط علاقات مع الدولة الفرنسية إلا في ظل الاحترام المتبادل، والتأكد بما لا يدعو بأن هؤلاء اقتنعوا حقيقة بأن الجزائر حرة ومستقلة وسيدة في قراراتها". ولدى تطرقه الى موضوع التكوين السياسي دعا بلخادم مناضلي ومناضلات حزبه الى فتح المجال أمام الشباب والتكفل بهم سياسيا حتى يكونوا أحسن خلف. وذكر بان التحولات الكبرى التي يعيشها المجتمع الجزائري تتطلب من إطارات الحزب الاعتناء بالشباب وتمكينهم من الانخراط في الحزب لخدمة الوطن وإعدادهم لتحمل المسؤولية تدريجيا. وأبرز أهمية الاعتناء بالشباب من الناحية السياسية وغرس الروح الوطنية لديهم وإثراء أفكارهم من خلال إطلاعهم على المراحل المختلفة التي مرت بها البلاد منذ اندلاع ثورة أول نوفمبر الى يومنا هذا. وألح المسؤول الأول على حزب جبهة التحرير الوطني على ضرورة تحلي إطارات ومناضلي ومناضلات حزبه بمبدأ التجديد والتكيف مع التحولات الكبرى التي تعرفها البلاد في مختلف المجالات وكذا العمل من أجل مد جسور التواصل مع الأجيال الجديدة. ولدى تطرقه لدور المرأة داخل الحزب طالب السيد بلخادم بضرورة الاعتناء بالمرأة وفتح المجال أمامها حتى تتمكن من احتلال مكانة مرموقة في صفوف الافلان والمشاركة في الحياة السياسية للبلاد مؤكدا بان المرأة "لا بد ان تُختار خلال عملية إسناد المسؤولية وفق مؤهلاتها وكفاءتها". ومن جهة أخرى، استعرض المسؤول بإسهاب قضية التكوين السياسي لمناضلي حزب جبهة التحرير وذلك قصد مواجهة التحديات وكسب الرهانات والاطلاع بعمق عما يجري من تحولات في المجتمع الجزائري، مشيرا الى ان التعددية تقتضي الإلمام بكل المعطيات السياسية الجارية في البلاد. وأثار متدخلون خلال النقاش الذي أعقب الكلمة التي ألقاها السيد بلخادم مشكل الإقصاء الذي يعاني منه بعض المناضلين بسبب تراكمات الأزمة التي عرفها الحزب عشية الانتخابات الرئاسية ل 2004، وفي هذا السياق أكد الأمين العام للافلان انه لأول مرة منذ دخول التعددية ينجح الحزب في جمع كل مناضليه وراء مرشح واحد حيث أبرزت الانتخابات الرئاسية ل 1995 و1999 و2004 انقساما داخليا بسبب تشتت المواقف، وذكر بان الوضع الذي يعرفه الحزب في الوقت الراهن يساهم في لم الشمل، ودعا الى ضرورة نبذ كل أشكال الإقصاء في صفوف المناضلين مادام ان المؤتمر الجامع ساهم في إعادة اللحمة بين المناضلين. وللإشارة فان لقاء السيد بلخادم مع أمناء المحافظات للعاصمة وبومرداس وتيزي وزو وتيبازة أول أمس، الخميس، يدخل في سياق لقاءات جهوية انعقدت في جميع الولايات وضمت مسؤولي المحافظات وتهدف الى مناقشة موضوع التكوين السياسي.