افتتحت أمس بقصر الثقافة أشغال الملتقى الدولي الخاص ب "الأدب العالمي رهانات وآفاق" الذي نظمته جامعة الجزائر وبمشاركة بعض الباحثين من أوروبا وأمريكا وافريقيا. الملتقى الذي تدوم أشغاله ثلاثة أيام يطرح بالأساس إشكالية الأدب الفرنكوفوني ويفتح النقاش بين المؤيدين والمعارضين لهذا الأدب الذي يبحث له عن نفوذ جديد عبر العالم. وصف المشاركون هذا الملتقى بالمجلس الأدبي الجميل لأنه يتناول موضوعا فنيا خاصا بالنص الأدبي، وهو الوصف الذي دعمه عميد قسم الأدب بجامعة الجزائر، الدكتور فاسي، موضحا أن كل من قرأنا لهم يعبرون عن أنفسنا وذواتنا ومشاعرنا وأيضا عن فلسفة الانسان رغم الأزمان والأماكن المختلفة. إن الأدب لايعرف الحدود يسري كالهواء سهولة ولايحتاج الى تأشيرة، والأدب الجميل هو أدبنا جميعا واللغة ماهي إلا جسر لانتقال الأدب من مكان الى آخر. السيدة شنتوف، مديرة قصر الثقافة أشارت من جهتها الى أن الأدب هو ابداع في المقام الأول لايعرف الحدود، قادر على استيعاب الخيال. أما السيدة "قيبالو"، الباحثة في قسم الأدب الفرنسي بجامعة الجزائر والمكلفة بتنظيم الملتقى فعبرت عن سعادتها بفتح هذا النقاش، ولاكتشافها وتعاونها مع خبرات كفؤة من الجامعات الجزائرية. الجلسة العلمية الأولى ترأستها الدكتورة "ديبوراهاس" من نيويورك، ولتتولى الدكتورة "دلبار - آن روزين"، من الجامعة الحرة ببروكسل إلقاء أول محاضرة تناولت فيها الأدب الفرنسي، والأدب الفرنكوفوني والأدب المكتوب بالفرنسية وخصوصية كل أدب. كما تناولت أمثلة لأدباء كتبوا بالفرنسية وهم لا يعيشون في وسط فرنكوفوني ودعت الى ضرورة ربطهم بهذا الوسط كي يستوعب إبداعاتهم، ثم تحدثت عن كتّاب المغرب العربي الذين قالت عنهم أنهم ينتجون ويتمركزون في نفس الوسط، وفي الأخير تحدثت عن الكاتب الفرنسي الذي يترك باريس ليعيش في الخارج لظروف ما ليصبح بدوره كاتبا فرنكوفونيا وليس فرنسيا. الدكتور حاج ملياني، من جامعة مستغانم تحدث عن ظاهرة الأدب العالمي الفرنكوفوني الذي انتعشت فكرته - حسب المتحدث- منذ مارس 2007، وبعض التخوفات التي تنتاب بعضهم حوله باعتباره مجرد استعمار جديد وهيمنة ثقافية تهدف الى زرع ايديولوجيا ما. ثم راح يستعرض واقع الأدب الفرنكفوني في الجزائر وأعطى مثالا عن طلبة قسم الليسانس بالفرنسية الذين أصبحوا يعتمدون الفرنسية التي تنتجها وسائل الاعلام أكثر من اعتمادهم على الأدب الفرنسي وهذا تراجع للفرنسية بالجزائر، كما أكد أن الكتاب بالفرنسية عندنا يحاولون رسم هويتهم الأدبية الوطنية وإثبات وجودهم في الوسط الثقافي الوطني، ثم اعطى مثالا عمن يهاجمون الهيمنة الجديدة للفرنكوفونية مثل ألكسندر نجار من لبنان وغيره من المثقفين والسياسيين والاعلاميين. الباحث الفرنسي المعروف الذي درس في جامعة قسنطينة منذ عقود، الدكتور "شارل بون"، تحدث عن الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية والذي يعتبر رائدا وحقق نجاحا كبيرا.