نظّم عمال النظافة لبلدية وهران وقفة احتجاجية أمام مقر ديوان رئيس البلدية، أول أمس، للمطالبة بالاستفادة من الحقوق المالية وتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية، وذلك بعد خفض منحة عيد الأضحى وتأخّر الاستفادة من منحة محاربة وباء كورونا التي أقرها رئيس الجمهورية ومنحة المردودية. عمال بلدية وهران الذين يبلغ عددهم حوالي 6 آلاف عامل، لذين خرجوا للشارع وحاصروا مقر ديوان رئيس البلدية رغم خطر انتشار وباء كورونا، أكّد ممثلوهم ل«المساء" أنهم لجأوا لخيار الاحتجاج بعد أن أغلقت كلّ أبواب التواصل مع مسؤولي البلدية، خاصة في ظل تراكم المشاكل ومعاناة العمال المهمشين، موضّحين أنّ عمال البلدية، كما هو معروف يعدون في آخر قوائم الأجور على المستوى الوطني، ولم تتحسّن ظروفهم الاجتماعية والمالية منذ سنوات، وذلك في ظل تزايد مهامهم، خاصة بمحاربة انتشار وباء كورونا، حيث كانوا ولا زالوا في الصفوف الأولى لمحاربة الوباء في انعدام شبه تام للإمكانات الوقائية، "غير أنّ ذلك لم يمنعنا من أداء مهامنا"، يقول المحتجون. منح عالقة منذ أشهر كما كشف العمال عن أنّ الخروج للشارع جاء أيضا للمطالبة بمنحة عيد الأضحى التي تأخّر تسديدها، وانخفضت ل5 آلاف دينار بعد أن كانت 8 آلاف، متسائلين عن السبب، وذلك إلى جانب منحة المردودية المتأخرة أيضا منذ أكثر من أسبوعين، إلى جانب عدم استفادة عمال بلدية وهران من منحة محاربة وباء كورونا المحدّدة ب5 آلاف دينار، التي أقرّها رئيس الجمهورية منذ أفريل واستفاد منها عمال عدة قطاعات، لكن لا زال عمال البلدية في انتظارها منذ 3 أشهر، فضلا عن مشكل الأجور والأجر القاعدي الذي لا زال لم يتجاوز9 آلاف دينار، رغم أنّ الدولة أقرّته ب 18 ألف دينار. من جانبه، كشف الأمين العام لبلدية وهران، فخة بن عامر، عن أنّ مشاكل عمال بلدية وهران معروفة ويتم حلها تدريجيا موضّحا أنّه قد تمّ التوقيع على منحة المردودية والأجور التي ستودع في حسابات العمال قبل نهاية الأسبوع، وبخصوص منحة محاربة كورونا أكّد المتحدث أنّ مراسلة خاصة استلمتها مصالح الخزينة العمومية مؤخرا منحت الضوء الأخضر لمسؤولي الخزينة والبلديات للشروع في صرف المنحة الاستثنائية التي سيستفيد منها العمال خلال الأسبوع المقبل بعد الانتهاء من الإجراءات الإدارية، أما فيما يخصّ المشاكل المهنية والاجتماعية المطروحة، فأوضح الأمين العام حل بعضها محليا من خلال استقبال ممثلي المحتجين وتحديد المشاكل الاستعجالية لحلها، فيما ستحول المطالب التي تتجاوز صلاحيات البلدية للسلطات الولائية والوصاية لحلها. أصحاب مؤسسات النظافة يستأنفون الإضراب في السياق، تشهد شوارع مدينة وهران منذ أيام انتشارا كبيرا للنفايات المنزلية ومختلف المخلفات التي أغرقت الشوارع وسط روائح كريهة، خاصة بالأحياء السكنية الشعبية وضيقة المسالك، وذلك بعد دخول أصحاب مؤسّسات النظافة الخاصة في إضراب للمطالبة بمستحقاتهم المالية وسط تذمر كبير للمواطنين من الإضراب الذي يتكرر كل مرة ويدفع ثمنه المواطن. وتحوّلت جل شوارع مدينة وهران، منذ أيام لمفارغ ونقاط سوداء انتشرت فيها كميات كبيرة من النفايات المنزلية التي تراكمت بعد دخول أصحاب المؤسسات الخاصة المتعاقدة مع بلدية وهران في إضراب مفتوح عن العمل، وهو ما شلّ عمليات رفع النفايات المنزلية، وأبدى المواطنون انشغالهم من تواصل الإضراب الذي أدى لانتشار الروائح الكريهة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار النفايات داخل الأحياء السكنية الحضرية التي أغلق بعضها بالكامل جراء ذلك، وبكميات كبيرة بمداخل الأسواق اليومية وبمحاذاتها في مشهد مرعب، جعل نشطاء التواصل الاجتماعي ينددون بتأخر تدخل مصالح بلدية وهران والولاية للحد من الظاهرة ورفع النفايات. غلق أبواب التحاور أزّم الوضع من جانبهم، كشف عدد من أصحاب المؤسّسات المتعاقدة مع بلدية وهران عن أنّ الإضراب جاء بعد غلق أبواب التحاور مع مصالح بلدية وهران، وأوضح ممثل عنهم أنّ المؤسّسات لم تتلق مستحقاتها للسنة الحالية بالكامل، فيما لا زالت عدّة مؤسّسات تدين للبلدية بمستحقات سنتي 2019 و2018، إلى جانب عدم وجود توضيحات بخصوص مستحقات سنتي 2014 و 2015، التي تدين بها المؤسّسات للبلدية. وأكّد بعض ممثلي المؤسّسات الخاصة أنّ حجم المستحقات يتجاوز 40 مليار سنتيم، والمشكل المطروح حاليا موجود لدى قابض البلدية وقسم المالية للبلدية، حيث قامت مصالح قسم النظافة والتطهير بإرسال الملفات الخاصة بدفع المستحقات لتبقى حبيسة أدراج قسيم المالية، حسب ممثلي المؤسسات المضربين. وأوضح أصحاب مؤسّسات جمع النفايات المنزلية بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها شنّ إضراب عن العمل، حيث تتأخّر كلّ سنة تسوية الوضعية المالية للمؤسّسات، مطالبين بوضع برنامج خاص لتسديد المستحقات المالية، خاصة وأنّ جلّ المؤسّسات تم استحداثها ضمن برنامج تشغيل الشباب والمستفيدون لهم التزامات مالية مع البنوك ووكالة أونساج مطالبين بتطبيق قرار الأمين العام السابق للولاية الذي أمر بتخصيص ميزانية شهرية لتسديد الديون وعدم الوصول للإضراب الذي يؤثر على المواطنين. من جانبه، كشف مصدر مسؤول ببلدية وهران عن أنّ الإضراب أثّر على عمليات جمع النفايات المنزلية، خاصة وأنّ البلدية تعتمد بشكل كبير على شاحنات الخواص البالغ عددها 102 شاحنة في عمليات جمع النفايات، وأكّد المتحدّث أنّ مصالح البلدية سارعت لتنظيم برنامج لجمع النفايات المنزلية حسب الإمكانيات المتوفر لديها، والمتمثلة في حوالي 40 شاحنة إلى جانب شاحنات المؤسّسة العمومية "وهران نظافة" التي تغطي 3 مندوبيات بلدية وتعمل بشكل متواصل لجمع النفايات، مشيرا إلى أنّ حجم النفايات اليومية ببلدية وهران يتجاوز 700 طن.