يتقدم مترشح الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي للانتخابات الرئاسية ببرنامج انتخابي، يقول بشأنه أنه يهدف إلى تجاوز السلبيات التي طغت على مختلف مجالات الحياة الوطنية، محاولا في ذلك قلب الهرم المعتاد في التعاطي مع المعضلات السياسية الاقتصادية والاجتماعية، بالتركيز على بناء الانسان. وهو الجانب الذي تم إهماله حسب الخطوط العريضة للبرنامج، منذ الاستقلال لصالح بناء قطاعات أخرى كالمصانع، التجارة ويفضل البرنامج في هذا الصدد البدء بإعداد الفرد من ولادته إلى أن يندمج في الحياة العملية، متبعا في ذلك الاعتماد على المواطن (المواطنة) للوصول إلى مجتمع عضوي تفاعلي، يسمح بعد ذلك بحل القضايا السياسية. ويقترح البرنامج الانتخابي للمرشح موسى تواتي بشأن المعضلة السياسية، أرضية عمل سياسي تشارك فيها جميع التشكيلات السياسية، ونظاما برلمانيا توسع من خلاله صلاحيات كل الهياكل الانتخابية، لتجسيد ممارسة الشعب للسيادة عن طريق منتخبيه. ويؤكد مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، أن برنامجه يهدف إلى اتخاذ بيان أول نوفمبر 54 مرجعية للدولة الجزائرية الحديثة بنصه على »بناء مجتمع ديمقراطي اجتماعي في اطار المبادئ الاسلامية«. وفي هذا الصدد، يوضح البرنامج أن إعادة الاعتبار لمبادئ ومثل ثورة نوفمبر المجيدة يتطلب التركيز أولا على استرجاع ثقة المواطن الجزائري بتطهير مظاهر الانحراف والفساد المتمثلة أساسا في المحسوبية، الجهوية، المنفعة الذاتية، الرشوة والمضاربة ونهب المال العام، إضافة إلى إجراء تغييرات على كافة المستويات. وعلى المستوى المؤسساتي، يقترح البرنامج، تأسيس نظام برلماني وإعادة الاعتبار للهيئات المنتخبة، بينما يهدف في مجال الإعلام إلى تحرير المجال السمعي البصري، تحرير الإشهار وكذا وضع قانون إعلام وتحديد قواعد أخلاقيات المهنة. اجتماعيا، يهدف البرنامج إلى ضمان الرعاية الصحية والاجتماعية والاعتناء بالأسرة والعائلة من خلال الترقية الاجتماعية للمرأة الماكثة في البيت وتعميم دور الحضانة والتعليم التحضيري وتشجيع النشاط الاقتصادي العائلي. وفي جانبه الاقتصادي، يقترح البرنامج، بناء نظام اقتصادي اجتماعي يراعي فيه الموازنة بين التخطيط والبرمجة وحرية المبادرة ويرد فيه الاعتبار للأرض والمحافظة عليها وتشجيع العاملين فيها. إضافة إلى حماية المنتوج الوطني وإصلاح المنظومة المصرفية والبنكية. وبخصوص الثقافة، يقترح البرنامج، التأسيسي لثقافة التعايش بين كافة الجزائريين على أساس الاحترام المتبادل إضافة إلى السهر على جعل كل الطبوع الثقافية الجزائرية، عناصر للثقافة الوطنية الواحدة وتأسيس اكاديمية للغة الأمازيغية تكون إلى جانب اللغة العربية دعما للثقافة الجزائرية والوحدة الوطنية. وفي مجال الدفاع والسياسة الخارجية، ينص البرنامج على تعزيز سياسة الدفاع الوطني، ويقترح خدمة وطنية للبنات (تأهيل عسكري اختياري مدته 6 أشهر) ومراعاة المصلحة الاستراتيجية للجزائر في التعامل الدولي على أساس الاحترام المتبادل وكذا مساندة القضايا العادلة في العالم. وسيقوم المترشح السيد موسى تواتي بشرح برنامجه الانتخابي هذا، على مستوى 43 ولاية، حيث تنطلق قافلة الحملة اليوم من تبسة لتجوب الشرق ثم الغرب فالجنوب لتعود إلى الوسط، على أن يكون أول تجمع ولائي جهوي من باتنة.
بطاقة تعريف موسى تواتي من الثكنة إلى السياسة
في الثالث أكتوبر 1953، رأى موسى تواتي النور بمدينة بني سليمان بولاية المدية، ترعرع في كنف عائلة ثورية حيث استشهد والده سنة 1958، وهو لم يتجاوز خمس سنوات ينتمي إلى أسرة مكونة من سبعة إخوة، احتل موسى فيها المركز الرابع من حيث السن وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد. عاش السيد موسى تواتي طفولته بمدينة تابلاط، حيث زاول دراسته الابتدائية قبل أن ينتقل الى الجزائرالعاصمة التي تحصل فيها على شهادة التعليم المتوسط بإكمالية ابن خلدون، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا انخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي وكان من الدفعات التي أرسلت إلى سوريا وليبيا لتلقي تكوين خاص، وكان ذلك سنة 1974 ليلتحق بعد ذلك بصفوف الجمارك سنة 1978 وفي سنة 1984 التحق بصفوف الأمن العسكري حيث اشتغل مدة أربع سنوات. وبعد ذلك انتقل تواتي الى النضال والسياسة، وشرع سنة 1988 رفقة مجموعة من رفقاء الدرب في التحضير لتكوين منظمة وطنية لأبناء الشهداء، إلى غاية الإعلان عن تأسيسها في 18 فيفري 1989 لرأسها 3 سنوات قبل أن يؤسس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء سنة 1991. وواصل نضاله بتأسيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية (الأفانا) التي ترشح باسمها للرئاسيات.