اضطرت عدة دول عبر العالم وخاصة الأوروبية منها إلى فرض قيود جديدة على غرار غلق المطاعم والحانات، والتقليل من حركة تنقل الأشخاص وحتى حظر التجول لمواجهة الانتشار السريع في الفترة الأخيرة لجائحة كورونا التي خلّفت لحد الآن أكثر من مليون وفاة وقرابة 40 مليون إصابة عبر العالم. فمن ألمانيا إلى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا مرورا ببريطانيا بدول آسيا وأمريكيا اللاتينية وصولا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، تخطت حالات الإصابات الجديدة بالفيروس المعدي أرقاما قياسية مقارنة بتلك المسجلة خلال فترة الربيع والصيف الماضيين. وفي مواجهة هذا الوضع المقلق فرضت ألمانيا ابتداء من أمس وإلى غاية نهاية الشهر الجاري، حظرا للتجوال ما بين الحادية عشر ليلا والسادسة صباحا تغلق على اثره المحلات التجارية، كما تفرض قيودا على تحركات الأفراد بعدد من مدنها الكبرى على غرار العاصمة برلين ومدينة فرانكفورت. ولم تستبعد السلطات الصحية بفرنسا، التي سجلت رقما قياسيا ب 20 ألف إصابة وارتفاعا كبيرا في حالات الإنعاش ليوم الجمعة، إمكانية العودة إلى الحجر الصحي إذا ارتأت الضرورة ذلك، خاصة وأن أربع مدن بشرق وشمال البلاد وهي ليون وغرونوبل وسانت ايتيان وليل انتقلت أمس، إلى منطقة الإنذار القصوى بما يعني فرض قيود جديدة على غرار العاصمة باريس ومارسيليا في الجنوب. وتتجه أنجلترا إلى فرض نفس القيود على عدد من مدنها المتضررة من العودة القوية لانتشار الفيروس في اجراءات رفضها عدد من المنتخبين المحليين المعارضين لإجراءات الحجر الصحي لما لها من تبعات كارثية على الحياة الاقتصادية بالدرجة الأولى. ولا يختلف الوضع كثيرا في جمهورية التشيك التي سجلت لرابع يوم على توالي، أرقاما قياسية في عدد الاصابات التي تخطت عتبة 8 آلاف إصابة يوم الجمعة، بما يرفع عدد الإصابات في هذا البلد الذي لا يتعدى تعداد سكانه 10 ملايين و700 ألف نسمة إلى أكثر من 100 ألف إصابة و905 حالة وفاة، بما يبقى خيار العودة الى الحجر قائما بشدة. أما في أمريكا اللاتينية التي أصبحت المنطقة الأكثر تضررا من الفيروس سواء من حيث الاصابات وحتى من حيث الوفيات، فقد أحصت أكثر من 10 ملايين إصابة جديدة بكوفيد 19 في رقم قياسي جديد. وحتى في عدد من الدول العربية التي سبق وأعلنت عن القضاء على الفيروس، عادة لتفرض قيودا وإجراءات وقائية لمواجهة ما يحتمل أن يكون موجة ثانية على غرار تونس التي أقرت أمس، عقوبات مالية على كل المخالفين لارتداء الأقنعة الواقية. ولا تزال الولاياتالمتحدة تتصدر قائمة الوفيات ب231 ألف و795 وفاة تليها البرازيل ب149 ألف و639 وفاة ثم الهند التي تخطت عبة الوفيات فيها 100 ألف شخص والمكسيك بأكثر من 83 ألف وفاة.