تميزت الحملة الانتخابية للرئسيات في يومها الثالث بتنظيم المترشحين الستة لعدد من التجمعات والنشاطات الجوارية حملت ملامح تركيز كل مترشح على محاور يراها مصدر استقطاب للوعاء الانتخابي.وبدا الخطاب الانتخابي للمترشحين يأخذ منحى الخروج عن التعميم نحو الدخول في جزئيات المشاكل المطروحة والحلول المقترحة، انطلاقا من الزاوية التي يراها كل مترشح مقنعة للناخبين من أجل الظفر بأصواتهم. وإذا كان كل المترشحين ركزوا على كثافة التصويت من أجل انجاح العرس الانتخابي لإحداث التغيير فإن كل مترشح بدأ يستشف مدى تفاعل المواطنين مع مايقترحه من أفكار تجيب عن انشغالاتهم، من خلال الشروع في لقاءات جوارية بالأحياء والمقاهي وبالأرياف، حتى يتسنى اللعب على الوتر الحساس الذي يدفع بالمواطن الى التصويت عليه. وهكذا فقد ركز المترشح بوتفليقة في لقائه الجواري بتلمسان أمس على النهوض بالصحة لأهميتها في حياة الغالبية العظمى من الشعب الجزائري، إضافة إلى القطاعات الأخرى التي شهدت انجازات رائعة لا يمكن للمواطنين نسيانها ومواصلة المطالبة بالمزيد من خلال الاستمرارية التي يتبناها المترشح من أجل جزائر قوية وآمنة". وتطرقت المترشحة لويزة حنون لميثاق السلم والمصالحة، وقالت إنه يحتوي على تناقضات يجب معالجتها وعلى نقائص يجب التكفل بها، وهي بذلك تريد كسب أصوات شريحة كبيرة من المواطنين، إن لم نقل أصوات الاتجاه العام من الشعب الجزائري الذي يطمح إلى ارساء تام للسلم والاستقرار في البلاد. أما المترشح موسى تواتي، فقد زاد في حدة الخطاب الداعي الى التغيير الذي لن يكون إلا بكثافة التصويت لإقامة دولة العدل والعدالة. وإقامة نظام برلماني يسترجع فيه الشعب ممارسة سلطته عبر منتخبيه في البرمان والمجالس المنتخبة، وقد وعد في هذا السياق، أمس من قالمة بحل البرمان إذا ما انتخب رئيسا ترسيخا لفكرة النظام البرلماني الذي تدعو إليه الجبهة الوطنية الجزائرية. ومن جانبه، غازل المترشح محمد جهيد يونسي في اليوم الثالث لحملته الانتخابية، الزاويا وشيوخها بولاية الأغواط بحثا عن بركاتهم، ولكسب أصوات هذا الوعاء الانتخابي المعتبر، منتقدا في السياق التغطية التلفزيونية لنشاطه. ومن جيجل، ركز المترشح محمد السعيد على انتقاد السياسة الاجتماعية والاقتصادية المتبعة من قبل السلطة، واعدا المواطنين بإيجاد مناصب الشغل بإصلاح اقتصادي يتلاءم وقدرات الجزائر المادية والبشرية التي تزخر بها، وبحثا عن تموقع بين الأوساط الشعبية، انتقد المترشح فوزي رباعين من تلاغ ببلعباس، التعديل الدستوري الأخير معتبرا بأن الحكومة لم تقم بواجبها، مضيفا بأن إرادة سياسية حقيقية تبقى وحدها الكفيلة بتقويم الوضع. يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه منسق اللجنة السياسية الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية السيد محمد تقية بداية الحملة الانتخابية بالجدية والحسنة، معتبرا أن بعض المشاكل التنظيمية المسجلة غير بالغة الأهمية، في حين عاتب بعض الصحف الوطنية التي تصف بعض المترشحين ب"الأرانب" مؤكدا أن هذا الأمر غير مقبول، كون المجلس الدستوري أعطى لهم صفة المترشح ووضعهم في مستوى واحد.