أظهر الخطاب الانتخابي في اليوم الرابع من الحملة الانتخابية للرئاسيات، بداية حرص كل مترشح من المترشحين الستة على تبني الواقعية في الطرح وتقديم الوعود عند تنشيط تجمعاتهم الشعبية ولقاءاتهم الجوارية، حيث يحاول كل مترشح أن يركز على الأوراق الرابحة والتي تترك الأثر الطيب لدى الناخبين والمواطنين عامة، فالمغالات والتجريح، والأفكار الطوباوية، والشوفينية، لا نجد لها على سبيل المثال موقعا، ولو عرضا في الخطاب الانتخابي لكل مترشح. وحاول الخطاب الانتخابي لكل مترشح أن ينتقل تدريجيا من التعميم إلى التجزيء في تناول القضايا وشرحها وتقديم الحلول لهاوفق منهجية كل مترشح لتسويق الأفكار وإيصالها إلى الناخبين. كما بدأ عمر الحملة الانتخابية في يومها الرابع يكشف بعض الميزات التي تميز مترشحا على آخر، مثل القدرة على تنظيم تجمعات شعبية بثلاث إلى أربع ولايات في اليوم الواحد مثلما نلاحظ مع المترشح تواتي تقريبا منذ بداية الحملة. أما بعض المترشحين، فقد اهتدوا الى تمرير خطاباتهم الانتخابية على محطات ومن خلال تجمعات شعبية ولقاءات جوارية عبر الولايات. ويفضل البعض الآخر، أن يقاسمه في حملته الانتخابية عبر التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية، المساندون له من رؤساء أحزاب وجمعيات، مثلما هو الحال مع المترشح المستقل بوتفليقة الذي تبنى منهجية مختلفة عن المترشحين الآخرين في الاتصال بالناخبين، وهي الإقناع بقوة الدليل والحجة أما البعض الآخر فبدأ يحاول أن يقدم نفسه على أساس أنه "القوة الناعمة" التي تنبع من المجتمع وتقوده إلى التحكم في زمام أموره. وذلك ما استشف مثلا في خطاب المترشح محمد السعيد في اليوم الرابع من الحملة الانتخابية، بينما اهتدى المترشح محمد جهيد يونسي إلى التركيز على ترسيخ الثوابت الوطنية والحفاظ عليها في بناء دولة المؤسسات وفتح المجال في هذا الصدد للإطارات الجزائرية الكفأة لبناء مستقبل الجزائر بنفسها. وبالنسبة للمترشحة لويزة حنون، لا شيء من دون السيادة ولذلك فإن كل شيء تقدمه لحل مشاكل البلاد هو أساسا من أجل بسط السيادة كاملة على ثروات وخيرات البلاد لتحقيق تنمية وطنية مستدامة، يقررها الشعب ومن دون إملاءات الدول الخارجية والمؤسسات المالية الدولية. وتواصل السيدة حنون في خطابها هذا خلال الحملة الإنتخابية حيث تؤكد في تجمعاتها أن ترسيخ الأمن والاستقرار هو أساس الدفاع عن السيادة الوطنية بالتصدي موحدين إلى كل محاولات التدخل في الشأن الداخلي، ولقطع دابر أي ذريعة للأجنبي.