أكدت رئيسة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، أن محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" التي تجري في مدينة غدامس الليبية "حققت توافقا كبيرا" بين الفرقاء الليبيين الذين انخرطوا في مسار سلمي جاد لإنهاء الأزمة المستفحلة في بلادهم منذ قرابة عشرية كاملة. ودعت المسؤولة الأممية في مؤتمر صحفي عقدته عقب انتهاء اليوم الأول من محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، "الطبقة السياسية إلى إعلاء المصالح الليبية فوق أي اعتبار وتقديمها على ما سواها من مصالح شخصية أو حزبية أو جهوية"، وقالت إن "كل الأنظار تتجه نحو الطبقة السياسية الليبية وليس فقط المشاركين في الحوار السياسي الليبي". كما دعت المبعوثة الأممية الأطراف الليبية التي ستشارك في ملتقى الحوار السياسي المباشر المقرر الاثنين المقبل إلى "التحلي بشجاعة وتوافق لجنة الضباط العشرة"، وهي التي أكدت أن اجتماعات اللجنة "حققت معجزة وتحدت جميع الضغوطات وتجاوزت كل الصعوبات وعبرت بصوت عال عن السلام والوحدة ورفض القتال". وكانت ويليامز أكدت أنها لمست لدى الطرفين "رغبة صادقة" في أن يحقق الحوار نتائج مثمرة، حيث قالت إن "لجنة "5+5" أصبحت الآن تسمى لجنة ال"العشرة" في إشارة إلى رغبة الطرفين المتخاصمين في ليبيا في توحيد صفيهما، وأضافت أن "ما رأيناه من الضباط العشرة هو النية الصادقة لحل الأزمة الليبية"، مشيرة إلى أن العمل جار على تنفيد بنود الاتفاق "حتى يصبح واقعا ملموسا". وتتواصل المفاوضات العسكرية الليبية المشتركة في مدينة غدامس جنوب غرب العاصمة طرابلس لليوم الثالث لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الدائم المعلن مؤخرا بين الفرقاء الليبيين في مدينة جنيف السويسرية. ومن بين الآليات المطروحة للنقاش إنشاء اللجان الفرعية فضلا عن آليات مراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار الذي كان محل ترحيب دولي واسع والذي ينص على "انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا خلال 90 يوما" من تاريخ التوقيع عليه وتشكيل "قوة عسكرية مشتركة تديرها غرفة عمليات موحدة". وتعقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5 +5" منذ الاثنين الماضي وعلى مدار ثلاثة أيام الجولة الخامسة من المحادثات العسكرية وذلك للمرة الأولى داخل ليبيا ضمن خطوة أخرى ايجابية تعزز التفاؤل بحلحلة قريبة لمسار تسوية الأزمة بالطرق السلمية. وتأتي هذه المحادثات بعد أسبوع من انطلاق جولة جديدة من المشاورات السياسية الليبية برعاية أممية، تمهيدا لأول حوار مباشر في التاسع من شهر نوفمبر الجاري الذي تحتضنه تونس والذي يعقد عليه كل الليبيين الأمل في التوصل إلى حل نهائي يعيد لليبيا أمنها واستقرارها الذي افتقدته منذ الإطاحة بنظامها السابق عام 2011.