هددت جبهة البوليزاريو بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الرباط في إطار مخطط التسوية الأممي للقضية الصحراوية وذلك في حال اقدم المغرب على إرسال قوات أو مدنيين إلى المنطقة العازلة بالكركرات الحدودية بين الصحراء الغربية وموريتانيا. وحذرت الحكومة الصحراوية في بيان من "أن دخول أي عنصر عسكري أو أمني أو مدني مغربي في ذلك الجزء من المناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية أو ما يسمى بالشريط العازل، سيعتبر عدوانا صارخا وتملصا نهائيا من طرف النظام المغربي المحتل من التزاماته بخصوص وقف إطلاق النار، مما يعطي للطرف الصحراوي الحق الكامل في الرد والدفاع عن السيادة الوطنية بكل الوسائل المشروعة". وأضاف البيان أن "قوات الاحتلال المغربي بعد أن قامت بحشد قواتها العسكرية على امتداد جدار العار بالمنطقة المحاذية للثغرة غير القانونية بمنطقة الكركرات وفي خرق سافر لبنود الاتفاق العسكري رقم 1، بدأت منذ ليلة الأحد في عملية جلب لأعداد كبيرة من قوات الدرك وأجهزة أمنية أخرى للمنطقة، وشرعت في تجهيز تلك المجموعات بالزي المدني، وعلى مرأى ومسمع من مراقبي بعثة "مينورسو" بهدف الزج بهم في الشريط العازل للهجوم على المدنيين الصحراويين المرابطين منذ أكثر من أسبوعين في إطار احتجاجهم السلمي ضد فتح الثغرة غير القانونية بمنطقة الكركرات". وأكد رئيس لجنة الدفاع والامن بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو ووزير الأمن والتوثيق الصحراوي، عبد الله لحبيب، أن التصعيد العسكري الخطير للاحتلال المغربي بالقرب من الكركرات يهدد المنطقة بالانفجار في اي لحظة، مشددا على أن تخطي القوات المغربية للجدار الرملي يعني العودة إلى الحرب. وأوضح الوزير الصحراوي في لقاء مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن المغرب أرسل في الأيام الأخيرة إلى منطقة الكركرات، تعزيزات عسكرية وجرافات إقامة الأحزمة الرملية، ما يهدد المنطقة بالانفجار في اي لحظة، والعودة الى المربع الاول، أي "استئناف الحرب من جديد". وأضاف عبد الله لحبيب أنه في ظل "التصعيد العسكري المغربي الخطير وتهديداته بفتح الثغرة غير الشرعية عنوة، فإن جبهة البوليزاريو تؤكد على ان تخطي القوات المغربية لحزام العار شرقا يعني العودة الى الحرب واقبار اتفاق وقف إطلاق النار". وتشهد منطقة الكركرات الواقعة بالمنطقة العازلة توترا مستمرا منذ عام 2017 على إثر إقدام المغرب على فتح معبر باتجاه موريتانيا في خرق صارخ للقانون الدولي ولمضمون مخطط التسوية الذي أشرفت عليه الاممالمتحدة بداية تسعينيات القرن الماضي لتصفية آخر مستعمرة في القارة الافريقية. ونظم الصحراويون في الفترة الاخيرة وقفات احتجاجية واعتصامات منددين بفتح هذا المعبر البري ثغرة وبتقاعس الاممالمتحدة في الايفاء بالتزاماتها لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. يذكر أن جبهة البوليزاريو كانت أعلنت نهاية العام الماضي خلال انعقاد مؤتمرها ال15 بمنطقة تيفاريتي المحررة، عن مراجعة طريقة تعاملها مع الاممالمتحدة التي تتهمها بالتقاعس في تطبيق لوائحها المقرة بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وحذرتها مرارا وتكرارا من مغبة المواصلة في تجاهل حق الصحراويين في الاستقلال والحرية والتبعات الخطير ة التي قد تنجم عن استمرار المغرب في تحديه للشرعية الدولية ورفض احترامها.