المسافة إلى رئاسة الجمهورية مازالت تفصلنا عنها 15 يوما بالتمام والكمال يسارع فيها المترشحون إلى كسب ثقة الناخبين ويتابع هؤلاء خرجاتهم وتجمعاتهم بالاهتمام المطلوب والحذر اللازم قصد اختيار الرجل المناسب لهذا المنصب الهام. وإذا كان المترشحون قد حسموا أمرهم وخرجوا الى الميدان طلبا لود الناخبين المتوزعين على المناضلين والمتعاطفين والحياديين فإن الرهان ينصب على كسب الحياديين وزيادة تعاطف المتعاطفين. لكن رهان الأمة الحقيقي هو على أصوات ابنائها في هذا الاستحقاق الهام بأن يختاروا من يسوسهم ويمضي بهم إلى ما فيه خير البلاد والعباد باعتبار صوت الناخب أمانة الأمة عنده يعطيه لمن يرفع رايتها ويدفع بها إلى الرقي والازدهار ويساعده في ذلك كل في الموقع الذي هو فيه. فالانتخابات زيادة على كونها ممارسة ديمقراطية ومشاركة سياسية فهي بمثابة الدم الذي يجدده المواطن في قلب الامة (رئاستها) ويذكر الساسة بأنهم رهن صوته يكرمهم إذا أكرموه ويهينهم في الامتحان إذا أهانوه في فترة حكمهم أو عهدهم الانتخابية، وكثيرون هم المنتخبون الذين ينهون هذه العهد فيخرجون كما دخلوا ولم يتركوا أثرا يذكر بهم المواطن ومنهم من تبقى أعمالهم ظاهرة للعيان لا ينكرها إلا جاحد. والناخب الحيادي في تقديري هو من يعول عليه في قول الكلمة الفصل بين المناضلين والمتعاطفين، فلا ينسى الحياديون موعدهم في هذا الاستحقاق.