عقدت أمس اللجنة الوزارية المختلطة الخاصة بمتابعة اتفاق "أوبك +" عبر تقنية التحاضر عن بعد، اجتماعا شارك فيه وزير الطاقة عبد المجيد عطار الذي يتولى رئاسة ندوة منظمة البلدان المصدرة للنفط، تم خلاله دراسة وضع السوق الدولية للنفط وآفاق تطورها على المدى القصير، بعد تقييم مدى احترام الدول الأعضاء التزاماتها بخفض الإنتاج المتقف عليه منذ شهر أكتوبر 2020. وسبق للجنة أن سجلت خلال اجتماعها الأخير التزام البلدان الموقعة على الاتفاق بنسبة 100٪، بين شهري ماي وسبتمبر الماضيين واستعدادها للقيام بتخفيضات إضافية لتقليص فائض الإنتاج الذي تعرفه السوق النفطية ، قبل نهاية السنة. وتوقعت وثيقة أعدتها لجنة "أوبك +" تسجيل فائض في إمدادات النفط بواقع 1,5 مليون برميل يوميا خلال العام القادم بعد توقعات سابقة بفائض قدرته ب0,2 مليون برميل يوميا. وجاءت هذه التوقعات الجديدة في ظل تراجع الطلب العالمي على الخام وارتفاع إمدادات المنتجين المستقلين. ووضعت اللجنة خلال اجتماعها أمس، فرضيتين اثنتين لتطوّر سوق النفط، توقعت الأولى تراجع نسب مخزونات الدول المتقدمة من النفط إلى حدود 21 مليون برميل، فوق متوسط 5 سنوات في 2021، في حال تم تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية إلى غاية النصف الأول من 2021. وتوقعت الفرضية الثانية، انخفاضا في مخزونات الدول الصناعية من النفط لتبلغ 73 مليون برميل فوق، متوسط 5 سنوات في 2021، إذا تم تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية إلى نهاية الربع الأول من العام القادم. وكان من المقرر أن ترفع مجموعة "أوبك +" إنتاجها بواقع مليوني برميل يوميا بحلول شهر جانفي القادم، بما يعادل نحو 2٪ من إجمالي الاستهلاك العالمي، في إطار اتفاق سابق على تخفيف مضطرد لتخفيضات الإمدادات القياسية المطبقة هذا العام إلا أن ضعف الطلب المسجل في الفترة الأخيرة قد يدفع ب«أوبك +" إلى تأجيل هذه الزيادة وترقب تطوّر السوق. وذكر تقرير للجنة الفنية المشتركة، أن تعافي الطلب على النفط العالمي، العام القادم سيكون دون المتوقع، في ظل ظهور الموجة الثانية من جائحة كورونا، حيث توقع نموا سنويا في الطلب ب6,2 مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل تعديلا تنازليا قدره 0,3 مليون برميل يوميا مقارنة بتقييم الشهر الماضي. وقالت مصادر في "أوبك +" وجود مقترح لاقى تأييدا بين دول المجموعة، دعا لإبقاء التخفيضات القائمة بواقع 7,7 مليون برميل يوميا لمدة تتراوح ما بين ثلاثة وستة أشهر، بدلا من تقليص التخفيضات إلى 5,7 مليون برميل يوميا بحلول شهر جانفي. ووفقا لآخر الاخبار، فإن منظمة "أوبك" وحلفاءها يركزون في الوقت الحالي وبصورة متزايدة على الحفاظ على اتفاق خفض الإنتاج الحالي حتى أوائل العام القادم، حيث من المنتظر أن تجتمع دول "أوبك +" يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر، للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن السياسة التي يتعين انتهاجها مستقبلا. وتداولت العقود الآجلة للخام الأمريكي على وقع صعود طفيف بلغ 0.07 ٪ قرب مستوى 41.40 دولارا للبرميل. بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بحر الشمال بنحو 0.14٪ إلى مستوى 43.88 دولارا للبرميل. أما العقود الفورية فقد شهدت هبوطا وسط مخاوف انخفاض الطلب العالمي على الخام، وحالة عدم اليقين المتعلقة بفيروس كورونا وانتشار إصاباته وتأثيرها المتوقع على الاقتصاد العالمي وبالتالي على أسواق النفط.