تابعت مرة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في حصة تلفزيونية حول دارفور بدا فيها مدافعا شرسا عن الإنسانية وعدد مازعم أن سكان دارفور يتعرضون له، مما يحتم التعجيل بتدخل المجتمع الدولي. وتابعته مرة أخرى في حصة حول العدوان الاسرئيلي على غزة، فركز كل حديثه على المساعدات الواجب إيصالها لسكان غزة، دون الإشارة بكلمة سوء لإسرائيل، وكان حريصا في ذلك إلى درجة أنه لما سألته سفيرة فلسطين بفرنسا التي كانت حاضرة في البلاتو، لماذا لا تلزمون إسرائيل بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، كما تطالبون غيرها بذلك، لم يتمكن من الرد، بل تهرب من الإجابة!؟ وها هو كوشنير مرة أخرى يحشر أنفه في قضية الصحراء الغربية، ويبدو أنه نسي بأنه وزير خارجية وأن تصريحاته يجب ألا تخرج عن الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها، فعندما يتحدث عن موقف بلاده الداعم لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، فذلك شأنه، لكن أن يقحم الجزائر ويدعوها الى الاتفاق مع المغرب لتسوية قضية الصحراء الغربية في إطار الحل المغربي "الحكم الذاتي" فذلك ما هو مرفوض أصلا، لأنه يشكل تدخلا سافرا لوزير الخارجية الفرنسي في ما لا يعنيه، ويدخل نفسه في تناقض تام عندما ينسى بأنه وزير ويضيع في أوهامه وكأنه لا زال على رأس منظمة أطباء بدون حدود التي تزعم أن لها حق التدخل في شؤون الدول! فليعلم كوشنير، أن حق استفتاء تقرير المصير الذي يزعم أنه انتهى مبدأ ثابت في ميثاق الأممالمتحدة، وأن الأممالمتحدة تضمن هذا الحق للشعب الصحراوي وتصنيف القضية الصحراوية ضمن قائمة تصفية قضايا الاستعمار.