كشفت وثيقة تاريخية أعدتها مديرية المجاهدين لولاية سكيكدة، عن أن الاحتلال الفرنسي خلال الفترة الممتدة من 1954 إلى غاية 1962، قام بغرض خنق الثورة التي اشتد لهيبها بالولاية التاريخية الثانية، بإقامة 79 ثكنة عسكرية بما فيها معسكرات خاصة للمظليين، إضافة إلى 10 ثكنات للجندرمة، و62 مكتبا للشؤون الأهلية المعروفة باسم (لاصاص) إلى جانب 4 محافظات للشرطة، بدون الحديث عن البوليس السياسي وكذا شبكة العملاء الذين جندهم المحتل بكل المدن والقرى والمداشر، إلى جانب إنشائه قاعدتين بحريتين عسكريتين مدعمتين بالمروحيات وكذا مطارا عسكريا. والأكثر من ذلك، قام بداية من سنة 1955 مباشرة بعد تعيين السفاح أوساريس، بإنشاء 21 مركزا متخصصة في التعذيب، مجهزة بأحدث وأبشع الوسائل الوحشية للاستنطاق، والتي فاقت في بشاعتها تلك التي استعملتها النازية خلال الحرب العالمية الثانية، موزعة على كل من مدينة سكيكدة التي أقيمت بها 4 مراكز، والقل 3 مراكز، إضافة إلى مراكز أخرى بكل من الحروش، وعزابة، ورمضان جمال، وأولاد أعطية، وكركرة، وابن عزوز، وأمجاز الدشيش، وسيدي مزغيش، والزيتونة، وعين بوزيان، وبني بشير وفي عين قشرة. وفي ما يخص التقتيل والمجازر الجماعية التي اقترفتها السلطات الاستعمارية في حق المواطنين العزّل، فقد أقام العدو في أماكن عديدة من تراب ولاية سكيكدة التاريخية، 21 موقعا، موزعة على كل من الملعب البلدي، ومشتة الزفزاف، ومشتتة بارو بسكيكدة، وبمنجم الحديد والعاليا بفلفلة، وبمنطقة حجر الرومان ببلدية الحدائق، وبعين أحلوف الكاف، والصفيصفة، وبوحلبس بمجاز الدشيش، وجندل، وبير بوناب بسيدي مزغيش، وبالحروش ورمضان جمال، وبتالزة بالقل، وبرأس الماء بعزابة، وفياصل ببلدية عين شرشار، وزردازة، وبتانقوت ببلدية السبت وبمزرعة بارو، وبحمادي كرومة، وبمشتتة بني زيد ببلدية بني زيد. ولفصل الشعب عن جيش التحرير الوطني، حسبما جاء في نفس الوثيقة، أنشأ المستعمر الفرنسي 117 محتشدا محاطة بالأسلاك الشائكة، يتوسطها مكتب لاصاص. ويتم الدخول إليها بوثيقة أمر الدخول التي تصدرها السلطات العسكرية، التي شرعت في عملية ترحيل السكان إليها بداية من أواخر سنة 1956، ناهيك عن إنشائه 138 برجا للمراقبة، موزعة عبر كامل تراب الولاية.