دعا المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس من ولاية قالمة كافة الجزائريين الغيورين على وطنهم أن يبرهنوا للعالم بأنهم مهتمون بالشأن السياسي وذلك بالإقبال على صناديق الاقتراع، وأن يفندوا كل الادعاءات والإشاعات التي تقول أن هناك شرخاً بين أبناء مختلف المناطق، واعداً المواطنين في حالة فوزه بعهدة رئاسية أخرى أن يحقق الاستقرار الكامل والسلم النهائي. ومؤكداً على مواصلة نهج المصالحة الوطنية مهما كانت مواقف بعض المعارضين لها. وفي لقائه الجواري بدار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" بقالمة ركز السيد عبد العزيز بوتفليقة في اليوم الحادي عشر من الحملة الانتخابية على ذكر مآثر الرجال الأفذاذ الذين أنجبتهم ولاية قالمة ومنهم المجاهد صالح بوبنيدر والرئيس الراحل هواري بومدين، هذا الأخير الذي تمنى السيد بوتفليقة أن يكون حاضراً إلى جانبه، مشيراً أنه كلما حل بقالمة استرجع ذكريات الماضي، التي جمعته مع ابن المنطقة الذي قاد البلاد وكان الشعب في عهده مسروراً ومرتاحاً، مذكراً بالظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر وكان الإرهاب سبب حلول المحن والهجر والنسيان، مضيفا أنه استطاع خلال العهدتين إخراج البلاد من الحرب والفتنة، وأنه ماض في دربه مضيفاً بالقول: " أنا متيقن أني على درب الراحل هواري بومدين، سواء في الداخل أو الخارج" كونه بقي على العهد الذي تقرر وفقه أن تبقى الجزائر وفية لرسالة أول نوفمبر، هامتها عالية وكرامتها لا تمس واستقلالها ووحدة ترابها مضمونتان، مما جعل الحضور يتجاوبون مع الخطاب، ويعدون بأنهم على الدرب سائرون. ولم يخف المترشح إعجابه بحفاوة الاستقبال والالتفاف الجماهيري والترحاب الذي حظي به في ولايتي بجاية وتيزي وزو، مستدلاً على ذلك بأن شعب القبائل أبيٌّ ويحب الجزائر، وهو ما يفنّد ادعاءات القائلين بوجود شرخ بين أبناء مناطق الوطن الواحد، مؤكداً أن الشرخ الحقيقي يوجد فقط في أذهان أعداء الجزائر. كما شكر السيد بوتفليقة مواطني ولاية قالمة على جميل الاستقبال، مؤكداً أنه كلما حل بولاية والتقى مع أهلها تمنّى أن يكون منهم، وأنه بزيارته هاته لولاية قالمة التاريخية لا يبقى حجة للقالميين لكي يقولوا له أنت لست منّا - على حد قوله- معترفاً بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء الولاية في مسيرة الثورة المظفرة، ومنها أحداث الثامن ماي 45 التي سقط خلاها 45 ألف شهيد في قالمة، سطيف وخراطة، ولذلك وأن هذه المنطقة لا تزال وقّادة وقادرة على تقديم الأبطال. وفي حديثه مع ممثلي ولاية قالمة، طرح الحضور بعض الانشغالات والمطالب التي يرونها حاجة ماسة، ومنها شق طريق للسكك الحديدية بين قالمة وقسنطينة، وتوفير مستشفى، وإنجاز المسجد الكبير، وكذا دعم البناء الريفي والغاز الطبيعي، حيث رد السيد بوتفليقة بأنه في حال فوزه سيتكفل بمشاريع السكة الحديدية والبناء الريفي، مقترحاً أن يتم تمويل إنجاز المسجد الكبير من طرف المواطنين، وبشأن مطلب المستشفى اشترط بوتفليقة على أن يكون هناك مؤطرون مختصون قالميون، أما فيما يخص انشغال التزود بالغاز الطبيعي فأشار المترشح بوتفليقة إلى أن التموين بهذه المادة يتم تدريجيا، مذكراً الحضور بأن نسبة التزود بالغاز الطبيعي بالولاية انتقلت خلال العشرية الماضية من 30 إلى 60 بالمائة". وحث المترشح المستقل الحضور على تفنيد كل المزاعم التي تدّعي أن الجزائريين لا يهتمون بالسياسة، قائلاً: " لا بد أن تبرهنوا لهم.. أريد منكم أن تفحموا الأعداء" في دعوة إلى الإقبال القوي على صناديق الاقتراع، والتصويت بحرية عن المرشح الذي يختارونه، لأن الرئيس المزكّى - يقول المتحدث- لا بد أن يكون بأغلبية ساحقة، حتى لا يبقى هناك مجال للمشكّكين، وكي يستطيع الرئيس أن يتحدث في المحافل الدولية بصوت مرتفع. كما جدد السيد بوتفليقة الحديث عن دعمه للمصالحة الوطنية، مؤكداً أن "الحضارات لا تبنى بتراكم الدماء" ومرددا بحماسة عبارة "كفانا دماءً.." مشيراً الى أن "موضوع استئصال الإرهاب هو موضوع قديم" وموضحاً أنه "إذا كان الشخص حاملا للسلاح ورافضا لوضعه فسيستأصل أما إذا أراد العودة إلى جادة الطريق فلا بد أن نفتح له أبوابنا وقلوبنا وعقولنا". للإشارة فقد حظي السيد بوتفليقة كعادته باستقبال جماهير كبير في كل من مدينتي قالمةوسوق أهراس، وحتى المدن والقرى المحاذية للطرق التي مر موكب وفد الحملة الانتخابية، فلم تخل أي مدينة من صور المترشح ولا فتات وشعارات كتب عليها عبارات منها: " بوتفليقة أمل الشباب" و"بوتفليقة رئيسنا" و"مرحبا برجل المصالحة الوطنية". وكان وصول السيد بوتفليقة إلى وسط مدينة سوق أهراس احتفاليا إذ استقبل بهتافات الترحيب من طرف المواطنين من كل الفئات وبإيقاع الموسيقى التقليدية الشاوية وطلقات البارود المدوية المنبعثة من بنادق الفرسان الممتطين الخيل الى جانب زغاريد النسوة التي كانت تتعالى من شرفات العمارات والمنازل، كما كان السيد بوتفليقة عند ترجله في الشوارع يفضل أن يتقرب مباشرة من سكان قالمةوسوق أهراس ويبادلهم التحية، ويتوقف عن المشي لمصافحة بعضهم استجابة لنداءاتهم ونزولا عند إلحاحهم.