تعهد المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة في آخر تجمع شعبي له نشطه أمس بالعاصمة في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات 9 افريل الجاري، بالعمل على حل كل المشاكل التي قد تظهر على مستوى مختلف مناطق الوطن ومهما كانت طبيعتها، مؤكدا حرصه على الاستمرار في مسعى بناء الجزائر في إطار البرنامج الذي ينوي تجسيده خلال العهدة الرئاسية القادمة إن نال ثقة الشعب الجزائري في هذه الاستحقاقات. المترشح بوتفليقة الذي عمد إلى مخاطبة الشباب الجزائري الذي عجت به القاعة البيضوية بالمركب الرياضي محمد بوضياف، بقلب مفتوح تاركا خطابه المكتوب جانبا، لتعذر مواصلة قراءته أمام الحماس الكبير الذي ميز أجواء القاعة، استهل حديثه بتقييم حملته الانتخابية التي قال عنها بأنها أتاحت لنا الفرصة للتواصل المباشر مع مختلف فئات الشعب الجزائري، مشيدا بالمناسبة بحفاوة الاستقبال الذي حظي به بمختلف الولايات التي زارها، والتي قال عنها بأنها كانت اكبر من تلك الحفاوة التي حظيت بها خلال زياراتي الرسمية التي قمت بها وأنا رئيس للجمهورية". واعتبر المترشح الذي حيا كل من وقف معه وسانده بمناسبة الحملة الانتخابية من أحزاب سياسية وتنظيمات وطنية وجمعيات المجتمع الوطني، أن حرارة الاستقبالات التي خصته بها الجماهير عبر مختلف جهات الوطن وكذا "تأييدها وتمسكها بخيار السلم والمصالحة الوطنية، زادتنا تشجيعا على الاستمرار في خدمة الوطن". وبعد أن أشار إلى أن نهاية الحملة الانتخابية تفتح المجال لكل مواطن للتفكير جيدا قبل أن يعبر عن خياره بكل حرية وشفافية في الاقتراع المرتقب بعد يومين، عرج السيد بوتفليقة على الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، مستهلا عرضه بالتذكير بحصيلته خلال العهدتين السابقتين وبالظروف التي كانت تميز البلاد قبل 10 سنوات، مؤكدا في هذا الصدد بأن "الجزائر عادت من بعيد وما كتب لها أن تموت". وفيما أوضح المترشح أن الأزمة النكراء التي خرجت منها الجزائر لم تكتف بحصد الأرواح وإنما زادت أيضا من وقع الخيبة في نفوس الشباب، شدد على ضرورة ترسيخ الاعتزاز بالوطن في قلوب هذه الفئة من المجتمع وتعميق تعلقها بالجزائر"، مؤكدا وهو يخاطب الشباب الحاضر في القاعة بأن "الحاضر والمستقبل لكم". وأوضح في هذا السياق أن مراجعة الدستور الذي تم إقراره خلال عهدته المنقضية "تتيح لنا حماية القيم التي ترعى وتكرس الهوية الوطنية" غير انه شدد بالمناسبة على أن حماية القيم وترسيخها لا يمكن أن ينظر إليها على أنها من مهام التربية والتعليم فحسب وإنما هي أيضا من مهام الأسرة التي ينبغي لها أن تلعب دورها بالعودة إلى القيم الوطنية المستمدة من الإسلام والعروبة والتمازيغت أيضا". وبعد أن أكد بأن حب الوطن لا يمكن أن يتم فرضه على أي كان، دعا المترشح إلى العمل على ترسيخ القيم الوطنية من خلال ترشيد السلوك الذاتي، قائلا " لابد أن يكون كل واحد منا مثالا للآخرين، يأخذ ما لديه من حقوق ويؤدي ما عليه من واجبات"، كما أكد في نفس السياق على ضرورة استعادة شرعية المؤسسات وتحسين الأداء السياسي. وقال السيد بوتفليقة وهو يخاطب الشعب الجزائري من خلال الحضور بالقاعة البيضاوية، "لقد شجعتموني أربع مرات منذ سنة "1999، في إشارة إلى انتخابات 1999 و2004 واستفتائي الوئام المدني والمصالحة الوطنية"، ولو لم يكن هناك أغلبية ساحقة في تزكيتي وتزكية مسعاي لما قررت البقاء والاستمرار"، معتبرا بأن الأغلبية الساحقة هي التي تحسم قرار الرؤساء في البقاء "لأن لا أحد يقبل بالجلوس على كرسي هش". ولدى عودته للثناء على الاستقبالات التي حظي بها في مختلف الولايات قال بأن" الاستقبال في تيزي وزو وبجاية كان استقبالا جزائريا محضا"، تعهد المترشح المستقل بالعمل على معالجة كل المشاكل التي قد تظهر مستقبلا في أية منطقة من مناطق الوطن، قائلا "إذا كانت هناك مشاكل ثقافية أو اجتماعية في أي منطقة من الوطن سنكون لها بالمرصاد وسنعمل على حلها". واعتبر المتحدث أن التنافس الذي لمسه لدى مسانديه خلال الزيارات الميدانية التي قام بها في إطار الحملة الانتخابية، "كان غريبا ولكنه مشجع"، حيث لا حظ أن "الشباب أبلى بالمناسبة بلاء حسنا وخلص إلى أن "المأساة الوطنية التي عشناها كانت كابوسا وقد خرجنا منه". وذكر من جانب آخر بالمكاسب التي تحققت خلال العشرية الماضية على مستوى مختلف المجالات، مؤكدا بأن التحديات التي ستواجه الجزائر في غضون السنوات الخمس المقبلة تتمثل بالأساس في القضاء على أزمة السكن، والبطالة مؤكدا بأن ثلثي المشكل تم القضاء عليه وينبغي أن نتعاون للقضاء على الثلث المتبقي، ولا سيما من خلال برنامجنا لاستحداث 3 ملايين منصب شغل"، كما تشمل التحديات التي تحدث عنها المترشح دعم هياكل استقبال المليوني طالب في غضون سنة 2015، مذكرا بأن الدولة بنت خلال العشر سنوات الأخيرة 19 جامعة من ضمن ال62 جامعة الموجودة عبر مختلف جهات الوطن. ولدى تطرقه إلى المنشآت الرياضية جدد المترشح عبد العزيز بوتفليقة التأكيد على أن الجزائر تملك اليوم من المنشآت الرياضية ما يمكنها من تنظيم دورة كأس العالم لكرة القدم، مشددا في الوقت ذاته على أن الجزائر بحاجة إلى فريق وطني قوي لكرة القدم، وان الجزائريين بحاجة إلى الافتخار أمام العالم وإلى رفرفة علمهم الوطني من جديد في مختلف المحافل الرياضية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "انتصارات الشباب في الملاعب الرياضية أفضل وأهم بكثير من القرارات السياسية التي نصدرها"، ولذلك يضيف المترشح "لابد أن نعيد النخوة للجزائري". وختم المترشح بوتفليقة خطابه الانتخابي بدعوته الشعب الجزائري للخروج بكثافة بعد غد الخميس للتصويت بقوة على من يختارونه رئيسا للبلاد للسنوات الخمس القادمة، مشيرا إلى أن كل العالم ينظر إلى الجزائر وما لها من مشاكل، وأن المشكل الآن هو "هل الشعب الجزائري مهتم بالسياسة في بلده؟" ولذلك يضيف المترشح لابد للجزائريين أن يثبتوا لكل العالم بأنهم واعون بما يحدث في وطنهم ومهتمون بشؤونهم السياسية وذلك من خلال التصويت بقوة.