سطّرت مختلف المؤسسات الاستشفائية بولاية وهران، بسبب انتشار وباء كورونا وفرض الإجراءات الاحترازية، برامج خاصة للتكفّل الصحي بالمرضى والمصابين، رغم الجائحة والتدابير التي بلغت حدود الخدمات الدنيا في بعض المصالح الاستشفائية، وتكشف الأرقام المقدّمة خلال سنة 2020 حجم التكفل بالمواطنين، والذي كان بمثابة تحد للطواقم الطبية والمسيرين، في وقت يؤكد فيه المواطنون والجمعيات الناشطة في المجال الصحي، تسجيل بعض النقائص في التكفل والمتابعة منوهين بالجهود التي بذلت خلال الجائحة للتكفل بالمرضى، خاصة الحالات المستعجلة والعمليات الجراحية. شهدت معظم المؤسسات الاستشفائية بولاية وهران، بسبب تفشي وباء كورونا، تسيطر برنامج خاص لاستقبال المصابين بمختلف الأمراض، خاصة المزمنة منها والحالات الاستعجالية، بما يضمن عدم الإصابة بالوباء أو نقله لداخل المستشفيات والمؤسسات الاستشفائية، وهي البرامج التي مكّنت من تواصل التكفل الطبي. وحسبالأرقامالمسجلةبالمؤسسةالاستشفائية"الدكتور بن زرجب"، استقبلت مصالح الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران خلال أكتوبر المنصرم فقط، 4116 مريض مكثوا في مختلف مصالح الاستعجالات، كما تم إجراء 24497 فحص مستعجل وخضع 910 مريض لعمليات جراحية بمختلف المصالح الجراحية، وجاءت استعجالات أمراض القلب في المقدمة ب4330 فحص استعجالي و159 حالة استشفاء وإجراء 10 عمليات جراحية، كما عرفت استعجالات الجراحة البلاستيكية 552 فحص استعجالي و 101 حالة استشفاء وإجراء 503 عملية جراحية، أما استعجالات جراحة المخ والأعصاب فسجلت 2152 فحص استعجالي و15 حالة استشفاء وإجراء 32 عملية جراحية. كما كانت استعجالات الأورام السرطانية الطبية ضمن خطة التكفل، وسجّلت 304 فحص استعجالي و250 حالة استشفاء، فيما سجّلت استعجالات أمراض الأذن، الأنف والحنجرة 184 حالة استشفاء و1201 فحص استعجالي و88 عملية جراحية، وأجريت 74 عملية جراحية خاصة بطب الأطفال، كما شهد نوفمبر 3950 حالة استشفاء و24716 فحص استعجالي و357عملية جراحية، حيث استقبلت مصالح الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران 3950 مريض مكثوا في مختلف مصالح الاستعجالات، كما تم إجراء 24716 فحص مستعجل وخضع 357 مريضا لعمليات جراحية، وتؤكّد مصالح المستشفى بأنّ الإجراءات الاحترازية ساهمت في ضبط التدخلات الجراحية واستقبال المصابين مع فرض الإجراءات الخاصة بالمراقبة الصحية، التي مكّنت بدورها من اكتشاف بعض الحالات التي كانت مصابة بالفيروس. من جانبها، سجّلت المؤسّسة الاستشفائية المتخصّصة في علاج الأورام السرطانية، ارتفاعا محسوسا في التكفّل بمرضى السرطان، خاصة فئة الأطفال، باعتبارها مؤسّسة ذات طابع جهوي، وتكشف الأرقام المقدّمة في الحصيلة السنوية لعام 2020 حجم التكفل، الذي بلغ أرقاما قياسية، حيث بلغ عدد الأطفال المرضى الذين أقاموا بالمستشفى للعلاج 6238 طفل مصاب بالسرطان موزعين على 3663 طفل خضعوا للعلاج بالأشعة و 2575 طفل خضعوا للعلاج الكيماوي، فيما تم استقبل 32792 مريض ضمن المستشفى النهاري، موزّعين على 3396 خضعوا للعلاج الكيماوي و 1394 طفل خضعوا للعلاج بالأشعة فيما بلغ عدد المصابين بالسرطان من الكبار الذين خضعوا للعلاج بالمستشفى 19002 مريض حيث تؤكّد الأرقام تواصل التكفّل الطبي. بين تنويه بالجهود وانتقاد لتسيير الأزمة يوضح عدد من المواطنين الذين التقتهم "المساء" بمستشفيات وهران، أنّ أزمة كورونا كان لها تأثير كبير على التكفل بالمرضى، خاصة فيما يتعلّق بالمواعيد الطبية التي كانت مبرمجة وسيما المرتبطة ببعض العمليات الجراحية والمراقبة الطبية. في هذا السياق، يشير مواطن قادم من ولاية غليزان ويتابع علاجه بمصلحة جراحة العظام، إلى أّنه أجرى عملية جراحية مطلع أفريل الفارط في عزّ الجائحة، واضطر لمغادرة المستشفى بطلب من الأطباء، حيث بقي مدة طويلة بالمنزل دون موعد طبي، والذي كان يتأجّل في كل مرة بسبب الوباء، وأكّد المتحدّث أنّ ذلك كان خوفا على سلامته، خاصة وأنه يعاني من مرض مزمن، منوّها بالعمل الجبار الذي قام به الأطباء خلال الأزمة الصحية. فيما دعا مريض آخر مصاب بالسرطان، السلطات لاغتنام فرصة الوباء ودروسه وإعادة النظر في المنظومة الصحية التي كشف الوباء عن نقائص كبيرة بها، خاصة في مجال الإنعاش ونقص المستلزمات الطبية، موضّحا أنّ الوباء ساهم كثيرا في تعقيد وضعية المصابين بالسرطان، الذين تضاعفت مشاكلهم بعد فرض تباعد المواعيد الخاصة بالأشعة والعلاج، بسبب تحديد عدد المرضى الذين يتم استقبالهم يوميا أمام مئات المصابين القادمين من عدة ولايات، وذلك إلى جانب تواصل مشكل تعطّل الأجهزة الطبية التي تبقى النقطة السوداء في علاج المصابين بالسرطان. كما أكّدت مواطنة من منطقة سيدي البشير، أنّ التكفّل بالمرضى لم يكن في المستوى المطلوب، حيث لم يعد يتم استقبال المرضى بشكل يومي، فيما أغلقت بعض المصالح بالكامل وحوّل جميع المرضى نحو مصالح أخرى، في غياب الأطباء، خاصة بمصلحة الأمراض الصدرية التي لم تعد تستقبل المرضى يتمّ توجيههم إلى مصالح أخرى، إلى عيادات خاصة. وبمصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية بمستشفى وهران، أوضح مواطنون سبق لهم وأن زاروا المصلحة خلال الجائحة، أنّ مشاكل كبيرة كانت مطروحة بالمصلحة التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين والتي سجل فيها، حسب المتحدّثين، تراجع في التكفل بالمصابين الذين كانوا يجدون أنفسهم دون إسعاف في عديد المرات. كما كشف مواطن أخر أنّه واجه مشاكل كبيرة بمصلحة استعجالات مستشفى "الأول نوفمبر"، حيث أصيبت والدته بجلطة دماغية وكان يفترض أن تجري فحصا بجهاز السكانير بالمصلحة بسبب استعجالية الحالة، غير أن جهاز السكانير الوحيد كان مخصّصا لفحص المصابين بكورونا، ما اضطره لاراء السكانير خارج المستشفى معرضا حياة والدته للخطر بسبب استعجالية الحالة، ويجمع المواطنون ممن حاورناهم على ضرورة أخذ الدروس من الوباء والعمل على تسطير برنامج متكامل للتكفل بالمرضى خلال الأزمات. المطالبة بالمزيد من التكفّل من جانبها، تؤكّد الجمعيات الناشطة في المجال الصحي، على الجهود التي بذلت خلال فترة كورونا لصالح المرضى، مطالبة بالمزيد من التكفل، حيث يرى رئيس جمعية "الوفاء" لمرضى القصور الكلوي ورئيس لجنة المواطنة والتضامن بن قدور بن خدة أنّ عمليات التكفّل بالمصابين بالفشل الكلوي لم تتوقف رغم التأخر الذي سجل بسبب الجائحة والإجراءات الوقائية الخاصة بتعقيم الآلات والقاعات التي تستقبل المرضى ومتطلبات الظرف، موضّحا أنّ عملية التكفل لم تتوقف أيضا في مجال النقل المخصّص للمرضى من طرف مصالح الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، ونوّه بما تم تقديمه، مطالبا بزيادة عدد آلات تصفية الدم التي تبقى غير كافية للتكفل بكامل المرضى. كما كشفت ممثلة جمعية التبرع بالدم عن أنّ الأزمة خلقت مشاكل كبيرة في المستشفيات، خاصة الكبرى منها بوهران، والتي تعد أقطابا صحية جهوية، موضّحة أنّه على سبيل المثال، عانت عدّة مصالح من نقص فادح في الدم، ورغم ذلك كانت تجرى العمليات الجراحية والتدخلات الطبية، موضّحة أنّ المواطنين ومع انتشار الوباء، عزفوا كليا عن التبرع بالدم، وقام الأطباء والنشطاء الجمعويون بالتحسيس بأهمية التبرع والتأكيد على توفّر الظروف الصحية للتبرع وتفادي عدوى الإصابة وهي جهود تحسب للطواقم الطبية وشبه الطبية. دروسا كثيرة وتجربة كبيرة لا بدّ من استغلالها من جانبه، أشار الدكتور محمد عابد خويدمي المدير المساعد للنشاطات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجامعي "بن زرجب" ومنسق خلية كورونا وطبيب استعجالات، إلى أنّ تعليمات وزارة الصحة كانت واضحة، وأكّدت على فرض البرتوكول الصحي ووضع نظام خاص للتكفّل بالمصابين بكورونا وباقي المرضى مع تباعد استقبال المرضى من غير الحالات الاستعجالية والعمليات الجراحية غير المستعجلة، مضيفا أنّ النشاط الطبي بالمستشفى عرف تنظيما هاما، ساهم في تواصل تقديم الخدمات الطبية اليومية، بعد أن تمّ فصل مصالح التكفّل بالمصابين بكورونا عن باقي المصالح الطبية الأخرى، وكذا وضع طواقم طبية وشبه طبية للعمل بمصلحة كورونا، ضمن برنامج خاص يقوم على تكليف الأطباء والممرضين بالسهر على مصالح كورونا لمدة شهر، ثمّ الخضوع للحجر لمدة 15 يوما قبل العودة للعمل بالمصالح الاستشفائية الأخرى، لتفادي نقل العدوى إلى جانب وضع مداخل ومخارج خاصة بمصالح كورونا. وأضاف المتحدث أنّ الإجراءات التي اتّخذت جاءت بتخصيص بعض المصالح بالكامل للمصابين بكورونا، لكن دون إغفال تحويل مرضى هذه المصالح نحو مصالح أخرى لعدم إعاقة التكفل بالمصابين بالأمراض الأخرى، مع الابقاء على العمليات الجراحية المختلفة في مستوياتها العادية، وهي خطة كانت ناجحة للتكفل بالمرضى، وأكّد الدكتور خويدمي أنّ وباء كورونا قدّم دروسا وتجربة كبيرة في المجال يجب استغلاله على غرار التعامل بالتطبيب عن بعد الذي عرف تطوّرا كبيرا خلال الجائحة. بدورها، تؤكد طبيبة أخرى أنّ أزمة كورونا قدّمت دروسا هامة للأطباء، موضّحة أنّ تسجيل حالات كثيرة والضغط الذي واجهه الأطباء وعدم وجود معلومات عن المرض وانتشاره بسرعة وتسجيل وفيات كثيرة في اليوم الواحد، أدخل الأطباء والممرضين في حالة خوف لأنّهم في الأوّل والأخير بشر، كما دفع اتخاذ إجراءات استعجالية وفرض البرتوكول الصحي إلى خلط الترتيبات السابقة، ما أثّر مباشرة على استقبال المرضى بعد غلق مصالح بالكامل وتحويلها لمصالح خاصة بالكوفيد، مع تحديد عدد المرضى الذين يتم استقبالهم والتكفّل بالحالات الاستعجالية فقط، وتوضح المتحدّثة أنّ مصالح الاستعجالات الطبية كانت أهم مشكل بسبب استقبال مصابين في حالة الاستعجالية، ويجهل وضعهم الصحي، إن كانوا مصابين بكورونا أم لا، وكان الأطباء رغم ذلك يقدّمون الإسعافات ويجرون العمليات الجراحية، وتؤكّد الطبيبة أنّ عملا جبارا قد تم خلال الأزمة وتضحيات كبيرة قدّمها السلك الطبي وشبه الطبي. ❊❊ رضوان.ق ❊❊ ========== استحداث 3 لجان لتسيير حملة التلقيح استحدثت مديرية الصحة و السكان لولاية وهران، ثلاث لجان تعنى بمختلف الجوانب المتعلّقة بحملة التلقيح ضد كوفيد-19 التي سيشرع فيها قريبا، حسبما علم من المكلف بالاتصال لدى هذه الهيئة. ويتعلق الأمر بلجنة للإشراف ستهتم بتخزين اللقاح وتوزيعه ولجنة للاتصال مكونة من مختصين سيتولون مهمة الإعلام و التوعية والأخيرة متعلقة بتكوين وتأطير مهنيي الصحة في مختلف الجوانب التقنية، وفقا للدكتور يوسف بوخاري. وذكر المسؤول أنّ هذه اللجان الثلاث تم تشكيلها الخميس الماضي تطبيقا لتوجيهات الوزارة الوصية بعد اجتماع بتقنية التحاضر عن بعد مع المدراء الولائيين للصحة والسكان للولايات ال 48، قبل أن يضيف أنّ ولاية وهران جاهزة من الجانبين اللوجستيكي والبشري للشروع في حملة التلقيح التي من المتوقع البدء فيها قبل نهاية شهر جانفي. وتتوفر ولاية وهران على العديد من غرف التبريد بدرجات حرارة -40، بسعة تخزين إجمالية لا تقل عن 1 مليون جرعة حيث يمكن لها تخزين حصص بعض الولايات المجاورة التي لا تملك نفس الوسائل يضيف الدكتور بوخاري. وسيتم الشروع في عملية التلقيح خلال الأيام المقبلة حيث ستعطى إشارة الانطلاقة من قبل مديرية الصحة والسكان كما أوضح المسؤول نفسه، مضيفًا أنّ مهنيي قطاع الصحة ودور الأشخاص المسنين سيستفيدون من التلقيح ضد كوفيد-19 بصفة أولوية في المرحلة الأولى. ق.م