واصلت العديد من المنظمات الإنسانية والجمعيات الحقوقية الدولية المتضامنة مع القضية الصحراوية حركاتها الاحتجاجية للمطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من نيل حقوقه المشروعة وممارسة حقه في تقرير المصير وفقا لمبادئ الشرعية الدولية. وفي هذا السياق؛ خرج نهاية الأسبوع اكثر من 200 متظاهر في مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف نصفهم من الأجانب المتضامنين مع القضية الصحراوية في مظاهرة تنديدية بجدار العار الذي أقامته السلطات المغربية في الصحراء الغربية للفصل بين جزئها المحتل وجزئها المحرر. وقال محمد فاضل الأمين العام لوزارة الإعلام الصحراوية، أن هذه المظاهرة الاحتجاجية شهدت مشاركة متضامنين من المكسيك وإسبانيا وبصفة خاصة من منطقتي الأندلس وكتالونيا بالإضافة إلى عدد من المواطنين الصحراويين من مختلف المؤسسات داخل مخيمات اللاجئين. ووجه المتظاهرون نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية والشخصيات التي تصبو إلى تحقيق السلام والحرية من أجل الانضمام إلى قافلة التنديد بهذا الحزام الذي يمتد عبر مسافة 2720 كلم. وقال المسؤول الصحراوي أن هذه المظاهرة التي دعت إليها المنظمات المساندة للشعب الصحراوي بمناسبة إحياء الذكرى ال 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان نظمت تحت شعار "كفى اغتيالات وقمعا ضد الشعب الصحراوي". ورفع المتظاهرون أعلام الجمهورية العربية الصحراوية ولافتات منددة بالقمع الذي تمارسه الحكومة المغربية ضد المواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة وهتفوا بشعارات تدعو لوضع حد للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وأشار المسؤول الصحراوي إلى أن هذه المظاهرة ميزها وصول حصان "طروادة " وهو التمثال الذي وضعه الفنان المكسيكي "كارلوس" بالقرب من "جدار العار المغربي حيث تم وضع كل قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالقضية الصحراوية بداخل هذا التمثال. وتزامنا مع هذه المظاهرة تجمع عشرات الأشخاص أمام سفارة المغرب بالعاصمة الاسبانية مدريد للتنديد بحملات القمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية وللترحم على الطالبين الصحراويين اللذين اغتيلا عشية عيد الاضحى بمدينة أغادير المغربية على يد أجهزة القمع المغربية خلال اعتصام سلمي نظمه طلبة صحراويون للمطالبة بحق تقرير مصير الصحراء الغربية. ورفع المتظاهرون في هذه المظاهرة التي دعت إليها التنسيقية الإسبانية لجمعيات مساندة الشعب الصحراوي بمناسبة إحياء الذكرى ال 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان نفس الشعارات المطالبة بوقف قمع الشعب الصحراوي. كما رفع المتظاهرون صورا للطالبين الصحراويين المغتالين وأخرى للعشرات من الصحراويين الذين تعرضوا للتعذيب على يد أعوان مختلف أجهزة الأمن المغربية. وقال بيبي تابوادا رئيس التنسيقية أن هذه المظاهرة تعد "وقفة رمزية إلى جانب الشعب الصحراوي وبصفة خاصة مع عائلتي الطالبين الصحراويين المغتالين بابا خية وحسين قطيف". وأضاف أن هذه المظاهرة تأتي في إطار نشاطات التنسيقية للتنديد بسياسة اللاعقاب التي يحظى بها المغرب من طرف المجموعة الدولية وبتغطية مفضوحة من قوى كبرى في مجلس الأمن الدولي رغم اقترافه لأبشع الخروقات ضد أدنى مبادئ حقوق الإنسان في الصحراء الغربية لأكثر من 30 سنة أمام مرأى ومسمع المجموعة الدولية التي لم تحرك ساكنا. من جانب آخر وصف رئيس التنسيقية الإسبانية لجمعيات مساندة الشعب الصحراوي تصريح ملك المغربي بأن اللاجئين الصحراويين هم "مغربيون محتجزون بالقوة" ب"التصريحات المفضوحة" وأشار إلى أن هيئة الأممالمتحدة تعترف بجبهة "البوليزاريو" بصفتها الممثل الشرعي لشعب اضطر للعيش في الشتات والملاجئ بعدما أنكرت عليه دولة مجاورة حقه في الحرية والاستقلال". وشهدت عدة مدن إسبانية مظاهرات مماثلة وخاصة في جزر الكناري وبرشلونة للتنديد ب"حملة القمع والتصفية التي يسلطها المغرب على السكان المدنيين الصحراويين" في المدن المحتلة.