تشهد محلات بيع ملابس الأطفال هذه الأيام، إقبالا كبيرا من طرف الأولياء، لاقتناء ما يرونه مناسبا لأبنائهم من أجل فرحة عيد الفطر، الأمر الذي أعطى انطباعا بأننا نعيش الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، وفي المقابل، سارع التجار إلى تأمين السلع المطلوبة بأسعار تنافسية، لتلبية الطلب الكبير عليها. وقفت "المساء"، لدى تجولها ببعض محلات بيع ملابس الأطفال في ولاية البليدة، على التوافد الكبير للأولياء رفقة أبنائهم، لاختيار ملابس تناسبهم في عيد الفطر المبارك. وحسب ما تم رصده على ألسنة البعض منهم، فإن شراء ملابس العيد تحول إلى سلوك استباقي، يهدف في المقام الأول، إلى تجنب الزحمة التي تعيشها المحلات عادة خلال الشهر الفضيل، إلى جانب نفاذ بعض القطع وارتفاع أسعار بعضها الآخر، وهو السلوك الذي تحول إلى تقليد تعودت عليه العائلات، وحسب ما جاء على لسان مواطنة، فإن اقتناء ملابس العيد مبكرا، يمنحها فرصة البحث عن ما يناسب أبناءها بأريحية ودون الشعور بالقلق، خاصة في ظل الظروف التي نعيشها بسبب وباء "كورونا"، الذي جعل من عملية الشراء قبل حلول الموعد بأشهر، ضرورة لتجنب الزحام وخوفا من العدوى. في حين أكدت مواطنة أخرى، بأن شراء ملابس العيد قبل حلول الشهر الفضيل، سلوك تعودت عليه، لأنه يجنبها عناء التفكير فيها والتفرغ لتحضير ما تحتاجه المائدة الرمضانية، وبسبب الخوف من ضعف الميزانية، بالنظر إلى ما يتطلبه شهر الصيام من نفقات. بينما أكدت أخرى "بأنها واجهت الكثير من الصعوبات في شهر رمضان المنصرم لشراء ملابس العيد، بسبب إجراءات الحجر، حيث اضطرت إلى الوقوف في الطابور لساعات، الأمر الذي جعلها، في ظل استمرار الوباء في التفشي وظهور السلالة الجديدة، إلى المسارعة لاختيار ملابس تناسب بنتيها". ماذا عن استعداد التجار والأسعار؟ تحدثت "المساء" إلى عدد من تجار بيع ملابس الأطفال، حول مدى وفرة السلع، والأسعار، بالمقارنة مع السنة المنصرمة، فكانت إجاباتهم تصب في وعاء واحد، وهو أن المستهلك دفع بهم إلى المسارعة لعرض ملابس العيد من أجل تلبية الطلب الكبير عليها، يقول التاجر كمال من مدينة العفرون؛ "شهدنا في الأسابيع الأخيرة، إلحاحا كبيرا من المستهلكين لعرض السلع الجديدة، مما جعلنا نسارع إلى تجهيز المحلات بما يلزم ويرضي الزبائن"، معلقا بأن توافد الأولياء رفقة أبنائهم لتجريب مختلف الألبسة، أعطاه انطباعا بأنه يعيش أجواء العيد، بينما أكد آخرون أنهم سارعوا بمجرد حلول شهر مارس، إلى توفير الألبسة المرتبطة بالعيد، وبمجرد أن بدأ السؤال عنها من الزبائن، بادروا إلى عرضها في المحلات. وحول الأسعار، أكد أغلب التجار المستجوبين بأن "الأسعار تكاد تكون نفسها مقارنة مع السنة المنصرمة، فيما أكد آخرون بأنها تعرف نوعا ما ارتفاعا، مؤكدين أن ملابس الأطفال عادة باهظة الثمن، خاصة المستوردة منها، غير أن الأكيد، أن السلع متوفرة وبإمكان كل مواطن أن يشتري وفق ما يتناسب مع ميزانيته". جمعية "الأمان" تستحسن السلوك الاستباقي يرى حسان منوار، رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، أن الإقبال على اقتناء ملابس العيد قبل حلول شهر شعبان في السنوات الأخيرة، تحول إلى تقليد، الهدف منه تفادي الزحام الذي عادة ما تعيشه المحلات في الأسابيع الأخيرة من الشهر الفضيل، ولتفادي الارتفاع في الأسعار على هذا النوع من السلع، التي تكون أسعارها في الأساس مرتفعة، بالتالي "فإن هذا السلوك الاستباقي لا يعكس اللهفة، بل على العكس، يجعل المواطن يشتري بأريحية، بعيدا عن الضغط والقلق، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها، بسبب تفشي وباء "كورونا" من جهة، وخوفا من إنفاق كل المال على ما تتطلبه المائدة الرمضانية"، يقول محدثتنا.