يقدم التلفزيون الجزائري هذا العام، أهم الأعمال الدرامية والكوميدية ضمن الشبكة الرمضانية المقترحة، التي حققت مشاهدات عالية، إذ يضم "عاشور العاشر3"، "طيموشة"، "ليام" و«7 حجرات"، وهي إنتاجات تستحق كل التشجيع، لما تضمه من اختلاف في الفنيات، غير أن بعضا منها تتصف بالسماجة وكتابتها مبتذلة، خاصة في الأعمال الكوميدية. الحديث هذا يتعلق أولا بسيت كوم "عمر السيشوار" للمخرج صالح زيوي، وبطولة كمار بوعكاز، يعرض على قناة "كنال ألجيري" بعد الإفطار مباشرة، وفكرته كوميدية، غير أن المتتبع لأحداثه لا يجد سوى السماجة واللغو في الكلام في سبيل إضحاك المتفرج، لكنه لم يفعل، فهذه التقنية أكل عليها الدهر وشبع، والجمهور المتلقي اليوم، من الجزائريين، لا يجدون في ذلك مرحا. للأسف، لم يستعن السيناريو (مجموعة من كتاب السيناريو) أو الإخراج بكوميديا الموقف، أو الرمزية أو أساليب حديثة في خلق السخرية الهادفة والذكية، التي تتجلى في تطور أحداث بشكل ممتع وفي قالب جزائري ساخر. يشبه "عمر السيشوار" الذي عاد بجزء ثاني هذه السنة، بعض الأعمال الأجنبية القديمة، وما يحز في النفس صراحة، غياب العمل الجاد في خلق عمل، قد يكون مقلدا، لكن على الأقل محاولة التميز بأفكار جديدة خلاقة ومبدعة، والاشتغال على بناء درامي جديد. نجد كذلك سلسلة "كوكي مان" للمخرج عمر شوشان، التي تجمع بين الاستسهال والابتذال، يعرض على القناة نفسها، ورغم ضمها لعدد من نجوم الدراما والفكاهة الجزائرية، على غرار فاطمة حليلو وعنتر هلال، ورغم استعانته بممثلين موهوبين ومعروفين في مجال المسرح، مثل صبرينة قريشي وشاكر بولمدايس، إلا أن كاتب السيناريو أحمد بن علام لم تكن كتابته في مستوى ما يملك العمل من إمكانيات الممثلين، والعتب أيضا يقع على المخرج الذي حمل رؤية إخراجية مبهمة وهشة إلى حد بعيد. يروي العمل قصة تحول قط إلى إنسان في بيت عنتر هلال وفاطمة حليلو، ثم تدور أحداثه حوله، لكن ما المغزى من هذه الفكرة الغريبة، فهل نحن أمام عمل من الخيالي العلمي؟ وإن كان كذلك، فنحن غير قادرين على استيعابها شكلا ومضمونا، في سياق غياب المنطق والتبرير المعقول. صحيح أن التلفزيون العمومي راهن على تقديم أهم الأعمال الدرامية والكوميدية لهذا العام، في رمضان، غير أنه حري به إعادة النظر في بعض الأعمالو ومنها سالفة الذكر، عسى أن يكون الرهان القادم هو الالتزام بالجودة والإبداع والاختلاف.