أعلنت قيادات في حركة مجتمع السلم أمس عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم "حركة الدعوة والتغيير"، وأكدوا أنهم ساروا في هذا الاتجاه بعد فشل مساعي الصلح بينهم وبين قيادة الحزب، وأبدى رئيس حمس السيد أبو جرة سلطاني في بيان له أمس أسفه لهذه الخطوة موضحا أن "الحركة تتسع للجميع". وتلقت "المساء" نسخة من بيان وقعه 39 قياديا منشقا عن الحزب أعلنوا فيه عن تأسيس حزب جديد، وبرروا خطوتهم هذه بفشل كل مساعي الإصلاح التي تمت مباشرتها بين الإخوة الفرقاء في الحزب بعد المؤتمر الرابع. وأشار البيان الى أن الخطوة جاءت بعد أن لاحظوا "الانحراف البيّن عن النهج الذي رسمه الراحل محفوظ نحناح والدخول في مغامرات غير مدروسة أضرت بالحركة ومست بسمعة الدولة". وساق الموقعون ومن بينهم منافس السيد ابو جرة سلطاني لرئاسة الحزب في المؤتمر الأخير السيد عبد المجيد مناصرة وأعضاء في البرلمان بغرفتيه جملة من المبررات قالت انها كانت الدافع وراء الإعلان عن تأسيس حزب جديد من بينها ما أسموه أيضا "التغيّر الواضح في هوية الحركة الفكرية والتنظيمية مما أشعر أبناءها الخلص بالغربة والوحشة فيها وإصرار قيادة حمس على تطبيق سياسة التهميش التعسفي والإقصاء الجماعي والعقوبة الظالمة، والإقدام على حل كل الهياكل التي لا تساير هواها، دون احتكام للوائح والمؤسسات". وأكدوا أن حركة مجتمع السلم التي أسسها الراحل محفوظ نحناح "شوهت بممارسات طغت عليها الأنانية والمصلحية وغياب القدوة في القيادة واضمحلال القيم الأخلاقية". وقدم المؤسسون الخطوط العريضة لبرنامج الحزب الجديد دون أن يوضحوا الخطوات التي سيتبعونها مستقبلا وأشاروا الى أنهم يحملون أفكارا "تتسم بالاعتدال والوسطية، وبالواقعية السياسية". وفي رد فعل عن هذا هذه الخطوة أصدر رئيس حركة مجتمع السلم السيد ابو جرة سلطاني امس بيانا تلقت "المساء" نسخة منه أبدى أسفه "لإقدام تلك القيادات على إعلان ميلاد تنظيم سياسي بديل لحمس". وأشار السيد ابو جرة الى أن "مساحة العمل واسعة أمام الجميع وأن حركة مجتمع السلم تتسع للجميع، وان الجزائر أرحب من أن تضيق بأبنائها وبناتها، وان كل فرد حر في أن يختار المساحة التي يتحرك فيها"، ولكن رغم هذا أكد "أن أبواب حركة مجتمع السلم تبقى مفتوحة أمام "كل أبنائها وبناتها"، في إشارة واضحة الى انه مستعد لدراسة أي مقترح يمكن يعيد رص صفوف الحزب. ودافع السيد ابو جرة سلطاني عن نفسه موضحا أن المؤتمر الرابع المنعقد العام الماضي وضع الأسس النظامية" وانه لم يبق امام أي مناضل إلا الانضباط والعمل وفق القواعد المتفق عليها". وفي رده على المبررات التي احتواها بيان المنشقين أوضح أن "من عجز عن العمل في اطر مؤسسية مع إخوانه وأخواته في حركة كفلت له حرية الراي داخل المؤسسات لا يحتاج الى أن يبرر خروجه عن الشرعية". وذكر رئيس حركة حمس بأنه لم يدخر أي جهد "لإصلاح ذات البين"، وان ضميره لا يؤنبه ازاء ما يحدث للحزب كونه نال ثقة المناضلين مرتين في مؤتمر ديمقراطي.