اتهم المنشقون عن حركة مجتمع السلم خلال إعلانهم تأسيس حزب موازٍ للحركة علنا القيادة الحالية في حمس بالخروج عن مبادئ وأسس رئيس ومؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح. وجدد مؤسسو الحزب الجديد الحركة ''الدعوة والتغيير'' الاتهامات لرئيس حمس أبو جرة سلطاني بالتزوير والمساس بالقانون الأساسي للحركة المنبثق عن المؤتمر الرابع، وإن دون تحديد المواد التي مسها التزوير. وإذا كانت تهمة التزوير قد برزت منذ مدة على ألسنة جماعة مناصرة خاصة عضو مكتب إدارة المؤتمر الرابع كمال بن خلوف، فإن تهما أخرى أخطر بكثير وردت في مؤسسي الحزب الجديد، منها ''التغيّر الواضح في هوية الحركة الفكرية والتنظيمية مما أشعر أبناءها الخلص بالغربة والوحشة فيها''، و''إدخال الفتنة في صفوف أبناء الحركة والتحريض فيما بينهم وغرس قيم وسلوكات دنيوية، ترفضها تعاليم ديننا وأعراف حركتنا وأذواق مجتمعنا''، وهذه كما يبدو تهم ''خطيرة جدا'' في العرف الإسلامي الذي يقوم على ''التجرد'' و''الإخلاص'' و''التوجه الرباني''، وغيرها من المفردات و''الأخلاقيات'' التي تملأ الخطاب الإسلامي بشقيه، الدعوي أو السياسي. ويبدو واضحا أن مؤسسي ''حركة الدعوة والتغيير'' انطلقوا في مشروعهم الجديد من نسف واستهداف المسار التربوي والتنظيمي الحالي لقيادة حركة مجتمع السلم بالتشكيك في أخلاق القيادة الحالية وصدقها في خدمة المشروع الإسلامي، في رغبة ''ذكية'' من مجموعة مناصرة بزرع بذور الشك بين قواعد الحركة ومن ثم استقطاب الأصوات المتحفظة على مسار حمس من منطلق أن الحزب الجديد سيقوم على استعادة الأخلاق و''السمت'' الإسلامي الذي أسس عليه الراحل محفوظ نحناح حركة المجتمع الإسلامي، حماس سابقا، قبل أن ''تنحرف قيادة حمس عن هذا المسار من أجل أهداف دنيوية''، مثلما ورد في بيان تأسيس الحزب الجديد. وفي الوقت الذي شدد فيه مؤسسو الحزب الجديد نبرة اتهامهم للقيادة الحالية للحركة والتشكيك في مدى صدقها في تبني المشروع الإسلامي، اعتبر رئيس الحركة قرار أنصار مناصرة تأسيس حزب جديد''قرارا حرا. وورد في بيان وقعه سلطاني أن كل فرد حر في اختيار المساحة التي يتحرك فيها وأبقت القيادة الحالية الأبواب مفتوحة أمام المنشقين، على الرغم من أن مؤسيسي الحزب الجديد خرجوا عن بيت الطاعة وقرروا عدم العودة، وأظهر بيان حمس أن مؤسسي الحزب الجديد رفضوا الانضباط والامتثال للقرارات الشورية التي انبثقت عن المؤتمر الرابع، واعتبرت القيادة الحالية تأسيس أنصار عبد المجيد مناصرة حزبا جديدا هو دليل فشلهم في العمل في أطر مؤسساتية مع مناضلي الحركة وحاولت القيادة الحالية التأكيد على أنها عملت ما بوسعها في إصلاح ذات البين، في إشارة إلى مساعي الصلح التي بادر بها بعض القياديين لتصالح ''الأخوة الأعداء''.