شرع المهتمون بالشأن التربوي، من مختصين في علم النفس، بالتنسيق مع بعض الجمعيات، في الإشراف على دورات التحضير النفسي للمقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، هذا التحضير النفسي الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى مطلب ملح، بالنظر إلى الاضطرابات النفسية التي تصاحب عددا من المترشحين، وتجعلهم بسبب الخوف أو حالة الهلع التي تصيبهم، يفقدون تركيزهم ويفشلون في اجتياز هذه المرحلة الهامة. ومن بين هؤلاء المهتمين؛ المختصة النفسانية حميدة عمراني التي بادرت إلى تحضير عدد من الطلبة، ودعمهم ببعض المطويات التوجيهية، بالتنسيق مع مجموعة "شباب فور حمادي". تشير المختصة النفسانية في بداية حديثها مع "المساء"، إلى أن دورة التحضير النفسي التي أشرفت عليها مؤخرا، لتحضير الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، عرفت إقبالا كبيرا عليها، مما يعكس مدى وعي وحاجة الأبناء إلى مثل هذه الدورات، لامتصاص الشحنات السلبية التي تسبب لهم الضغوط، وترفع لديهم معدل الخوف والقلق، وحسبها، فإن "الأعمال الأولى التي قامت بها المبادرة؛ طبع التوجيهات الخاصة بالطلبة على وثيقة مكتوبة، ليتم توزيعها عليهم والاطلاع عليها، ومن ثمة تقوم بشرحها لهم، حتى تكون بمثابة السند المعنوي الذي يرجع إليه الطلبة متى انتابتهم حالة من القلق أو الاضطراب". تشير المختصة إلى أولى الأسئلة التي يتم الإجابة عنها وشرحها للطلبة المشاركين في دورة التحضير النفسي، التي استمرت لبضعة أيام، وهي: "لماذا شهادة البكالوريا بالضبط تثير رعبا كبيرا؟" والإجابة، كما تشرح: "لأن لشهادة البكالوريا رمزية خاصة عند الجزائريين، كما أنها تمثل أول مواجهة مع حياة المسؤولية الفعلية، لذا يأتي الامتحان ممزوجا بين الخوف والقلق والتوجس، وينعكس بصورة سلبية على الطلبة". بعدها يأتي السؤال الأهم الذي يتبادر إلى أذهان الأولياء والأبناء، على حد سواء، وهو: "كيف يمكن اجتياز شهادة البكالوريا بارتياح؟"، تجيب المختصة: "بكل بساطة، الإجابة في غاية السهولة، ما على الطالب إلا أن يعرف أو يحدد ما له وما عليه من واجبات"، وهذا يتوقف، حسبها، "على رغبة كل واحد في بلوغ النجاح، ومن ثمة، يبحث عن الإجابة على سؤاله؛ هل البكالوريا صعبة؟ إذا كانت الإجابة ب"نعم"، فهذا يعني أنه يشك في قدراته وإمكانياته، وأنه لم يعط المراجعة والتحضير حقه، وينبغي له أن يستدرك هذا الخلل. بينما إن كانت الإجابة ب"لا"، فهذا يعني أن هناك ثقة مبنية على ما تم تحضيره ومراجعته". من جهة أخرى، أوردت المختصة في علم النفس، جملة من التوجيهات الضرورية لكل طالب يرغب في بلوغ المراجعة المثمرة، التي تبدأ حسبها من اختيار المكان المناسب للمراجعة في المنزل، الابتعاد قدر الإمكان عن الهاتف وغيره من الأجهزة التي تشوش التركيز وتلهي العقل، اعتماد منهجية الألوان التي تساعد الذاكرة على التخزين، والتي تعد من أكثر الاستراتيجيات نجاحا في عملية تحفيز الذاكرة على الاحتفاظ والتذكر، والاعتماد قدر الإمكان على ما يسمى بالخرائط الذهنية، أو الملخصات التي تساعد على الاحتفاظ بالمعلومات الأساسية عند الحاجة. من جملة الأسئلة الكثيرة التي يطرحها الطلبة، ويجدون صعوبة في تنظيمها؛ كيفية إدارة الوقت للمراجعة؟ وترى المختصة النفسانية بأنها سهلة، فقط تحتاج إلى أن تبنى على برنامج يومي يعطى فيه لكل مادة ما يلزمها من الوقت، على أن يتخلل الجدول بعض الأنشطة التي تريح العقل والجسم، كالرياضة، مشيرة إلى أن البرنامج الذي يتم تسطيره، لا يعني بأنه نهائي، إنما يمكن للطالب تغييره حتى لا يشعر بالملل ولا يتعب نفسه. تنصح المختصة في علم النفس، الأستاذة حميدة، كل الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، بالابتعاد عن التفكير بسلبية، ومحاولة قدر الإمكان تجنب مختلف أشكال الضغوط، وعدم وصف أنفسهم بالفاشلين، لأن كل هذه العوامل تؤثر بشكل سيئ عليهم، كما يجب عليهم تعزيز ثقتهم بأنفسهم، من خلال المراجعة والتوكل على الله، والنظر إلى هذا الاختبار على أنه مجرد مرحلة انتقالية تحتاج إلى بذل بعض الجهد فحسب.