على الرغم من الجهود التي بذلتها مديرية الموارد المائية لولاية تيزي وزو، لوضع حد لأزمة الماء بقرى هذه الولاية، إلا أن العديد من هذه القرى لا تزال تعاني ندرة الماء الشروب. ذلك هو واقع قرية آث عزي التابعة لبلدية تيزي غنيف التي انقطعت المياه عنها منذ 13 سنة، معاناة كشف عنها سكان القرية ل "المساء"، حيث اشتكى هؤلاء من غياب الماء الشروب. وحسب ما أكده السيد حديس سعيد أحد سكان القرية، فإن سبب افتقار القرية لهذه المادة يعود الى التذبذب في علمية التوزيع الناجمة عن كون الخزانات الممونة للمنطقة والمناطق المجاورة لها لا تحتوي على الكمية اللازمة لسد وتلبية حاجيات السكان، إضافة الى كون الشبكة قديمة وتعاني من تسربات، إذ أكد المتحدث أن ما يعادل 98? من مياه الشبكة تضيع في الطبيعة، مما حال دون تمكن السكان من استغلالها. وأكد المتحدث ان السكان تقربوا في العديد من المرات من المسؤولين لمطالبتهم ببرمجة اشغال الترميم والاصلاح وتغيير الشبكة القديمة بأخرى جديدة، لتزويد السكان بالماء ووضع حد لمعاناتهم، إلا أنهم وفي كل مرة يقدمون وعودا سرعان ما تتبخر. ويضطر سكان هذه القرية التي تأوي حوالي 800 ساكن لاقتناء صهاريج الماء بأثمان باهضة لتلبية حاجياتهم من قرية معمر التابعة لدائرة ذراع الميزان، حيث يقدر ثمن الصهريج الواحد ب 1200 دج، والتي تفتقر لأدنى شروط النظافة، معرضين بذلك حياتهم للأخطار والأمراض، حيث تزداد حدة الأزمة حسب محدثينا مع قدوم فصل الصيف أين تزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية بقوة. وأضاف أنهم كانوا في السابق يلجأون الى المصادر الطبيعية غير انهم توقفوا عن استغلالها، بعدما تبين أنها غير صالحة للشرب بسبب اختلاطها بالمياه المستخدمة، جراء أشغال التهيئة التي شرعت السلطات المحلية لتيزي غنيف في إنجازها. ويأمل سكان القرية أن تحظى مطالبهم باهتمام السلطات المعنية، من اجل وضع حد لمعاناتهم التي أصبحت كابوسا يرهق كاهل العائلات منذ سنوات، ليبقى الأمل مرهونا بمشروع نقل مياه سد تاكوديت أوسردون التابع للبويرة، المنتظر أن يمون المناطق الجنوبية لولاية تيزي وزو، وفي انتظار ذلك تتواصل معاناة سكان هذه القرية، والتي تتكرر مع العديد من القرى التي تعاني أيضا من ندرة الماء.